0 / 0

هل لفظ ” النفْس ” في قوله تعالى : {كل نفس ذائقة الموت}، باق على عمومه؟

السؤال: 332149

لماذا قال الله تعالى (كل نفس ذائة الموت)، وفي آيات أخرى يقول عن ذاته سبحانه وتعالى أنها نفس؟ 

ملخص الجواب

1. لفظة “النفْس” ثابتة لله تعالى في كتابه الكريم وفي سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة، ولذا فلا يسع المسلم إلا إثباتها. 2. المقصود بقوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) كل نفس مخلوقة؛ فنفس الله عز وجل غير داخلة أصلًا في هذا العموم، لأنها غير مخلوقة.  

الجواب

أولًا:

إطلاق "النفْس" على ذات الله تعالى 

لفظة "النفْس" ثابتة لله تعالى في كتابه الكريم وفي سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة، ولذا فلا يسع المسلم إلا إثباتها، قال تعالى :  وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ  آل عمران/ 28، وقال تعالى – إخبارًا عن عيسى عليه السلام أنه قال : تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ  المائدة/ 116، وعَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِيمَا يرويه عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ:  يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا  رواه "مسلم" (2577).

و"النَّفس" في الآيات والأحاديث السابقة ليست ذاتًا منفكة عن الصفات، وليست صفة من صفات الله تعالى كالسمع والبصر، بل معناها في تلك الآيات والأحاديث: ذاته تعالى المقدَّسة، وهي لفظة أولى بالاستعمال – لورودها في النصوص الشرعية بكثرة – من لفظة "الذات".

مع مراعاة أن من اعتبرها صفة مستقلة، قد نصَّ على أنها ليست كنفس المخلوقين وأنه تعالى ليس كمثله شيء، كما هي قاعدة أهل السنة في باب الأسماء والصفات.

انظر جواب السؤال:  هل نثبت لله تعالى صفة " النَّفْس"؟ وما معناها؟

ثانيًا:

المقصود بالنفْس في قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)

المقصود بقوله تعالى:  كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ  كل نفس مخلوقة؛ فنفس الله عز وجل غير داخلة أصلًا في هذا العموم، لأنها غير مخلوقة.

ولفظة: (كل) تضاف إلى الشيء ويراد به عموم ما يناسبه، قال الله تعالى عن ملكة سبأ،  وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ  ، أي: مما يعطاه الملوك في ذلك الزمن وإلا فهي لا تملك ما آتاه الله تعالى لنبيه سليمان عليه السلام.

فقوله تعالى:  كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ  هذا العموم مخصوص بقوله تعالى:  تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك  فإن الله تعالى حي لا يموت ولا يجوز عليه الموت "، انظر: "تفسير الرازي" (22/ 143)، و"تفسير الخازن" (3/ 225).

قال "الآمدي" في "الإحكام" (2/ 282): "اتَّفَقَ الْقَائِلُونَ بِالْعُمُومِ عَلَى جَوَازِ تَخْصِيصِهِ، عَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَ، مِنَ الْإِخْبَارِ وَالْأَمْرِ وَغَيْرِهِ…

وَيَدُلُّ عَلَى جَوَازِ ذَلِكَ: الشَّرْعُ وَالْمَعْقُولُ.

أَمَّا الشَّرْعُ، فَوُقُوعُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ – تَعَالَى – كَقَوْلِهِ – تَعَالَى -: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وَ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَلَيْسَ خَالِقًا لِذَاتِهِ…

وَقَوْلِهِ، تَعَالَى: مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ، وَقَدْ أَتَتْ عَلَى الْأَرْضِ وَالْجِبَالِ وَلَمْ تَجْعَلْهَا رَمِيمًا.

وَقَوْلِهِ – تَعَالَى -: تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ، (أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الْخَبَرِيَّةِ الْمُخَصَّصَةِ"، انتهى.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android