0 / 0

مما ورد في إثبات نعيم القبر في الصحيحين

السؤال: 339143

هل يوجد في الصحيحين أحاديث تدل على نعيم القبر؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نعيم القبر ثابت في صحيح السنة النبوية، والأحاديث الواردة فيه إثباته كثيرة، منها ما هو صريح، ومنها ما فيه إشارة إلى ذلك.

ومما ورد في الصحيحين مما فيه دلالة واضحة على نعيم القبر للمؤمن :

أولاً: ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ ، فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا ، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ ، فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ أخرجه البخاري (1315)، ومسلم (944).

قال في "المفاتيح في شرح المصابيح" (2/ 429) :

" قوله ( فخير تقدمونها إليه ) ؛ يعني: حاله في القبر يكون حسنًا وطيبًا ، فأسرعوا به حتى يصل إلى تلك الحالة الطيبة عن قريب " انتهى.

وقال القسطلاني في "إرشاد الساري" (2/ 420) :

" ( فإن تك ) أي : الجنازة ( صالحة ، فخير )…أي: إلى الخير ، باعتبار الثواب ، أو الإكرام الحاصل له في قبره " انتهى.

وقال السعدي في "بهجة قلوب الأبرار" (ص: 84) :

" وفي هذا الحديث : إثبات نعيم البرزخ وعذابه . وقد تواترت بذلك الأحاديث عن النبي صلّى الله عليه وسلم، وأن مبتدأ ذلك وضعه في قبره إذا تم دفنه، ولهذا يشرع في هذه الحال الوقوف على قبره والدعاء له، والاستغفار، وسؤال الله له الثبات" انتهى.

وقال ابن عثيمين في "فتح ذي الجلال والإكرام" (2/ 578) :

" وقوله : ( فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه ) ، نعم إذا كانت صالحة فإنكم تقدمونها إلى خير؛ لأنكم تقدمونها إلى الجنة ، فإن أول مراحل نعيمه هو قبره ، فإذا قدمته إلى هذا القبر فقد قدمته إلى خير من الدنيا وما فيها " انتهى .

ثانيًا: ما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالعَشِيِّ ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَيُقَالُ : هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ) أخرجه البخاري (1379)، ومسلم (2866).

قال ابن الملك في "شرح المصابيح" (1/ 133) :

" ( إن كان ) ؛ أي: الميت ( من أهل الجنة فمن أهل الجنة ) ؛ أي : فالمعروض عليه من مقاعد أهل الجنة ؛ ليزداد شكرًا وفرحًا بطيب المعروض ونزاهته "انتهى.

وقال ابن هبيرة في"الإفصاح"(4/ 131) :

" فيه من الفقه: أن عذاب القبر ونعيمه حق ، فأما المؤمن فإن عرض مقعده كل يوم بالغداة والعشي ، والذي أراه فيه أنه يعرض عليه ذلك تبشيراً له ، ولينظر هل له فيه مستزاد فيستزيده أو أمنية فيعطاها ، ولأنه أيضاً تعليل له في البرزخ وليقتصر عليه مدة الانتظار بما يستسلفه من سرور التوقع ، وأما الكافر فلترويعه ؛ فإن الترويع منه ما يستراح إلى الألم منه إذا وقع فيكون مروعًا مدة الدنيا إلى أن يقع العذاب "انتهى.

هذا ، وقد ورد في غير الصحيحين أحاديث صريحة في إثبات نعيم القبر ، سبق ذكرها في موقعنا في جواب سؤال:(صور من نعيم القبر).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android