0 / 0

هل للزوج أن يطلب من زوجته أن تقبل قدمه اعتذارا عن خطئها ؟

السؤال: 343335

حدثت مشادة كلامية بيني وبين زوجتي، واستطالت فيها بالكلام عليَّ، على إثرها تركَتْ زوجتي البيت دون إذني بينما كنتُ أصلي ساعتها، فلما رجعَتْ زوجتي إلى البيت ذكَّرْتُها بحق الزوج وما له من فضل، فبكَتْ زوجتي، واستغفرَتْ من فعلها، وقالت لي : اطلب ما تشاء مني لترضى عني، فطلبتُ منها أن تقَبِّلَ قدمي أمام أهلي، وبينتُ سبب ذلك لها ساعتها بأنها نشزت عن الطاعة أمام جميع عائلتي، فأنا أسكن في بيت عائلة، فوافقت الزوجة على طلبي برضا تام في بداية الأمر، ولما حان وقت التنفيذ رفضت زوجتي أن تقبل قدمي بعد موافقتها السابقة، فلم أجبرها على ذلك، وقد رفضت زوجتي؛ لأنها رأت فيه بعد ذلك إذلالا وإهانة لها، مع العلم أني لم أقصد ذلك، وظلَّتْ زوجتي تبكي بكاء شديدا، فأوضحتُ لها أني لم أقصد إهانتها، ولإرضائها قمتُ بتقبيل قدميها ساعتها، وانتهى الأمر.
السؤال :
1-هل يجوز للزوج أن يطلب من زوجته أن تقبل قدميه كنوع من الاعتذار عن خطأ ارتكبته في حقه وإرضاء له، مع العلم أنه لم يجبرها على ذلك ؟
2-هل في تقبيل القدم بالصورة المذكورة إهانة للزوجة ؟
3-هل ما فعله الزوج عندما قام بتقبيل قدميها كاف لإرضائها ورد اعتبارها ؟
4-هل لأهالى الزوجة – بعد علمهم بالموقف – أن يطالبوا الزوج بالاعتذار اللفظي عن هذا الفعل بعد مرور شهرين عليه، مع العلم أنه قام بإرضائها بتقبيل قدميها ورضيت بذلك ساعتها ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

تقبيل قدم الوالدين ومن في منزلتهم جائز بشروط بيناها في جواب السؤال رقم : (130154).

ثانيا:

أمر المخطئ بتقبيل القدم أمام الناس إذلال وإهانة ظاهرة، بل إذا كان في خلوة فهو كذلك إهانة لا معنى لها، لكن فعل ذلك أمام الناس أو الأهل أقبح وأشنع.

ولا ندري كيف لا تدرك ذلك، فلو قلت: تقبل رأسي، لكان مقبولا، أما تقبيل القدم، في هذا السياق فهو في غاية القبح، ونحمد الله أن زوجتك لم تفعل ذلك.

وهل تقبل أنت إن أخطات في حق مديرك أو رئيسك أو كبير عائلتك، أن يطلب منك تقبيل قدمه؟

لا نظنك تقبل، ولا نظن إنسانا ذا كرامة يقبل ذلك.

وأما تقبيلك لقدميها : فلم يكن بطلب منها، ولا بإجبار لك، وإنما فعلته أنت جبرا لخاطرها، باختيارك، وإرادتك، ولا يخفى الفرق الكبير بين هذا وبين أن تطلب أنت منها أن تفعل ذلك .

والحاصل أنه لا يجوز للزوج أن يطلب من زوجته تقبيل قدمه اعتذارا عن خطئها، ولا يلزمها طاعته؛ لما في ذلك من الإذلال والإهانة.

ثالثا:

ما دمت قد أرضيت زوجتك في وقتها، فلا يلزمك الآن الاعتذار اللفظي لها، أو أمام أهلها.

والذي يظهر من كلامك ومشكلتك : أن زوجتك امرأة صالحة، تخاف الله، وتوقر زوجها ، وتخاف عليه، وليس أحد معصوما من الخطأ، فهبها خرجت من غير إذنك، أو استزلها الشيطان، فنشزت عليك؛ ثم عادت، وبكت، واستغفرت، واسترضتك، كما تقول؛ فقد كان ينبغي أن ينتهي الأمر عند هذا الحد.

فالله، الله، في زوجتك، حافظ عليها، وصنها، وأكرم عشرتها.

والنصيحة لكما أن تحلا مشكلاتكما بعيدًا عن أهلك وأهلها، ما استطعتما إلى ذلك سبيلا، فإن دخول الأهل يزيد المشاكل غالبا، مع ما فيه إفساد القلوب، وتشويه السمعة، وكلما كثرت الأطراف وجد الشيطان سبيلا أوسع للإفساد.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android