أخذ العلم عن الأشاعرة
السؤال: 34531
هل يجوز أن أدرس الفقه أو علوم الحديث على شخص أشعري ؟ .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الأشاعرة فهي فرقة تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري – رحمه
الله – ، وقد مر الأشعري بثلاث مراحل – كما ذكر ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج4/72 –
وهي باختصار : مرحلة الاعتزال ، ثم متابعة ابن كلاب ، ثم موافقة أهل السنة ، وعلى
رأسهم الإمام أحمد بن حنبل ، وقد صرح الأشعري بهذا الموقف الأخير في كتبه الثلاثة :
رسالة إلى أهل الثغر ، ومقالات الإسلاميين ، والإبانة ، فمن تابع الأشعري على هذه
المرحلة ، فهو موافق لأهل السنة والجماعة في أكثر المقالات ، ومن لزم طريقته في
المرحلة الثانية ، فقد خالف الأشعري نفسه ، وخالف أهل السنة في العديد من مقالاتهم
.
قال الشيخ ابن عثيمين في الفتاوى ج3/338 :
” والمتأخرون الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري ، أخذوا
بالمرحلة الثانية من مراحل عقيدته ، والتزموا طريق التأويل في عامة الصفات ، ولم
يثبتوا إلا الصفات السبع المذكورة في هذا البيت :
حي عليم قدير والكلام له إرادة وكذا السمع والبصر
على خلاف بينهم وبين أهل السنة في كيفية إثباتها . ” انتهى .
وقد أفتت اللجنة الدائمة فتوى رقم 6606 ج3/220 :
” إن الأشاعرة ليسوا كفارا ، وإنما أخطأوا في تأويلهم بعض الصفات
” انتهى .
وعلى هذا فالأولى ألا يدرس المسلم علوم الشريعة إلا على العلماء
المعروفين بعلمهم ، وسلامة اعتقادهم ، والبعد عن المبتدعة والمخالفين لأهل السنة
ومنهم الأشاعرة ، والأمر في هذا سهل ولله الحمد ، فقد أصبحت سبل التعلم متاحة في كل
الأوقات لجميع الناس ، فها هو علم علماء أهل السنة موجودة بعدة وسائل كالشريط
الإسلامي ، وهذه الكتب والكتيبات النافعة ، وهذه المنتديات الإسلامية على الإنترنت
، وهذه المواقع الإسلامية المفيدة ، فطرق الخير وأبواب العلم سهلة ميسرة ولله الحمد
والمنة
فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمنا وزدنا علماً
وللمزيد راجع سؤال رقم (
10693 )
والله اعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة