هل تعنيف الوالدين للطفل يسقط حقهما في الحضانة؟

الغرض من الحضانة

الغاية من الحضانة صيانة الطفل المحضون، وتربيته، والسعي في مصالحه.

جاء في “الموسوعة الفقهية الكويتية” (17 / 305):

“الحضانة من الولايات والغرض منها صيانة المحضون ورعايته، وهذا لا يتأتى إلا إذا كان الحاضن أهلا لذلك.” انتهى.

حالات تعنيف الوالدين للطفل

وبناء على هذا فتعنيف الوالدين للطفل المحضون، له حالتان:

الحالة الأولى: أن يكون على الوجه المتعارف عليه بين الناس في تأديب الأولاد وصيانتهم، فمثل هذا لا يسقط حق الحضانة من الوالدين، وما زال الناس يؤدبون أولادهم على هذا الوجه، حتى وإن أخطأ بعض الأحيان في وضع التعنيف والزجر والضرب في غير موضعه، فإنه يكون مسيئا بلا شك، وينبه عليه، ويعلم وجه الحكمة في ذلك كله؛ لكن ذلك لا يعني سقوط حقه في الحضانة بمجرد الخطأ في ذلك، ما لم يكن ذلك دأبه الدائم، وديدنه مع الولد. ولم نطلع على من يقول بتأثير هذا النوع من التأديب على حضانة الوالدين.

الحالة الثانية:

أن يكون التعنيف على وجه التعذيب، والذي قد يصدر ممن فسدت حاله لعلة ونحو هذا.

ففي هذه الحال، فإن القاعدة: “أن الضرر يزال”، وهذا التعذيب يعارض الغاية من الحضانة، فلذا يرفع الأمر إلى القاضي الشرعي ليلزم الوالدين بحسن المعاملة، أو مايراه الأصلح، فأمور الحضانة مرجعها إلى القضاء.

والله أعلم.