هل تتعارض حقيقة قلة عددنا نحن المؤمنين مع كون الإسلام هو الأسرع انتشارا؟
ما أسباب انتشار الإسلام مع قلة أهله وضعفهم؟
السؤال: 350749
Table Of Contents
أولا:
الحق لا يرتبط بقلة أو كثرة
لا تعارض بين قلة العدد وقوة التأثير أو سرعة الانتشار، ولا يختص هذا بأهل الإيمان أو الصلاح، بل ذلك يشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر، فقد تكون فئة قليلة العدد عظيمة الانتشار والتأثير، كحال أهل الإعلام الفاسد مثلا، فإنهم قليلو العدد، عظيمو التأثير والانتشار والضرر، ولسرعة انتشار فكرةٍ أو دينٍ أو مذهب: أسباب كثيرة مادية ومعنوية.
والحق لا يرتبط بقلة أو كثرة، والغالب أن الحق لا يكون عليه إلا القلة، والضعفاء؛ لأن الحق ثقيل على نفوس المترفين والمتجبرين، وأصحاب المنافع والمصالح الدنيوية، فيأباه كثير منهم، وقد قال تعالى: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ. الأنعام/117.
وقال تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ. يوسف/103.
وفي حديث أبي سفيان رضي الله عنه مع هرقل، قال هرقل: وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ، فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمُ اتَّبَعُوهُ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ رواه البخاري (7).
وليس الخوف على المسلمين من قلة عددهم، ولكن الخوف عليهم من ضعفهم، وتعلقهم بالدنيا، وعدم اعتزازهم بدينهم، كما روى أحمد (22397)، وأبو داود (4297) عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ. وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"
ثانيا:
أسباب انتشار الإسلام
انتشار الإسلام يرجع إلى أسباب كثيرة منها:
1- أن الله تعالى تكفل بحفظه وإظهاره وجعل العاقبة لأهله، فمهما كاده الناس فإنه غالب منصور. قال تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. التوبة/33.
وقال تعالى: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ. المجادلة/21.
وقال سبحانه: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ. الأنبياء/105.
وروى أحمد (16957) عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ. وإسناده صحيح على شرط مسلم.
2- أنه دين سهل موافق للفطرة.
3- ما اشتمل عليه من الأخلاق السامية والقيم الرفيعة العالية، فلا يقف على ذلك أحد إلا علم أنه ليس من صنع البشر، وإنما هو ديني إلهي رباني.
وينظر للفائدة جواب: مزايا دين الإسلام ومحاسنه، وجواب: سهولة الدّخول في دين الإسلام
نسأل الله لنا ولك الثبات على دينه حتى نلقاه.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة