تنزيل
0 / 0
1,64113/04/2023

هل تطلق الزوجة إذا قال لها: لا تلمسيني ستكونين آثمة؟

السؤال: 350859

1. إذا قال الزوج لزوجته لا تلمسيني ، ستكوني آثمة. بالتالي هل يقع أيّ طلاق إذا كان لدى الزوج النيّة بالطلاق؟ زوجها كان يستخدم صيغة المستقبل.
2. ماذا يحدث إذا قال الزوج كلام فيه تلميح لزوجته بنيّة فيها تلميح (ليس نيّة مباشرة للطلاق)؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

الطلاق نوعان: صريح، وكناية.

فالصريح ما كان بلفظ الطلاق وما تصرف منه كأنت طالقة ومطلقة وطلقتك ونحو ذلك، وهذا يقع ولو لم ينو الطلاق.

والكناية: ما كان بلفظ يحتمل الطلاق، وهذا لا يقع به الطلاق إلا إذا نواه .

ثانيا:

إذا قال الزوج لزوجته: لا تلمسيني ، ستكوني آثمة، ونوى أنه إن لمسته كانت طالقا: وقع الطلاق إن لمسته؛ لأن قوله: ستكوني آثمة كناية عن الطلاق وحصول البينونة التي تحرم لمس أحدهما للآخر.

قال في كشاف القناع (5/ 250) في بيان ألفاظ الكناية: ” (وأنت الحَرَج)، بفتح الحاء والراء يعني الحرام والإثم، (وحبلك على غاربك)، هو مقدم السنام أي أنت مرسلة غير مشدودة، ولا ممسكة بعقد النكاح (وتزوجي من شئت وحللت للأزواج ولا سبيل لي عليك) – السبيل الطريق يذكر ويؤنث – (ولا سلطان لي عليك، وأعتقك، وغطي شعرك، وتقنعي وأمرك بيدك) ” انتهى.

ثالثا:

إذا تلفظ بالكناية ولم ينو الطلاق، وإنما كان يلمح لزوجته، لتخاف أو تحذر غير جازم بنية الطلاق، فإن الطلاق لا يقع.

أو أراد أنه سيوقع الطلاق في المستقبل، فلا يقع الطلاق حتى يوقعه.

أما إن أراد أنها تطلق في المستقبل إن لمسته، فإنها تطلق بلمسه.

رابعا:

إذا تلفظ بكلام لا يحتمل الطلاق، ونوى به الطلاق، لم يقع عند الجمهور، خلافا للمالكية.

وذلك كما لو قال: قومي أو اقعدي أو اسقيني الماء، وأراد به الطلاق، فإنها لا تطلق.

قال ابن قدامة رحمه الله: “فأما ما لا يشبه الطلاق، ولا يدل على الفراق، كقوله: اقعدي، وقومي، وكلي، واشربي، واقربي، وأطعميني واسقيني، وبارك الله عليك، وغفر الله لك، وما أحسنك، وأشباه ذلك، فليس بكناية، ولا تطلق به وإن نوى؛ لأن اللفظ لا يحتمل الطلاق، فلو وقع الطلاق به لوقع بمجرد النية، وقد ذكرنا أنه لا يقع بها. وبهذا قال أبو حنيفة.

واختلف أصحاب الشافعي في قوله: كلي، واشربي. فقال بعضهم: كقولنا، وقال بعضهم: هو كناية؛ لأنه يحتمل: كلي ألم الطلاق، واشربي كأس الفراق، فوقع به، كقولنا: ذوقي، وتجرعي.

ولنا: أن هذا اللفظ لا يستعمل بمفرده إلا فيما لا ضرر فيه، كنحو قوله تعالى: كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون [الطور: 19]، وقال: فكلوه هنيئا مريئا [النساء: 4]، فلم يكن كناية، كقوله: أطعميني.

وفارق ذوقي، وتجرعي؛ فإنه يستعمل في المكاره، كقول الله تعالى: ذق إنك أنت العزيز الكريم [الدخان: 49]، وذوقوا عذاب الحريق [الأنفال: 50]، ذوقوا مس سقر [القمر: 48].

وكذلك التجرع، قال الله تعالى: يتجرعه ولا يكاد يسيغه [إبراهيم: 17]، فلم يصح أن يلحق بهما ما ليس مثلهما” انتهى من المغني (7/ 395).

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android