0 / 0

هل يصح حديث: ( إن الإنسان ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام… )؟

السؤال: 355112

ما هو صحة الحديث الذي رواه عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلي الله عليه و سلم (إن الانسان ليصل رحمه، وما بقى من عمره إلا ثلاثة أيام فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة، وإن الرجل ليقطع رحمه، وقد بقى من عمره ثلاثون سنة فينقص الله عمره حتى لا يبقى منه إلا ثلاثة أيام)؟

ملخص الجواب

حديث (إن الإنسان ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة، وإن الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فينقص الله تعالى عمره حَتَّى لا يبقى فيه إلا ثلاثة أيام) حديث ضعيف. ولكن ثبت أن صلة الرحم سبب لطول العمر وزيادته. وينظر الجواب المطول 

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث نقله ابن الملقن في "التوضيح" (28 / 271 – 272)، عن أبي موسى المديني من كتابه" الترغيب والترهيب"، حيث قال رحمه الله تعالى:

" ومن حديث عكرمة بن إبراهيم، عن زائدة بن أبي الرقاد، حدثنا موسى بن الصباح، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا: (إن الإنسان ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة، وإن الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فينقص الله تعالى عمره حَتَّى لا يبقى فيه إلا ثلاثة أيام). قال أبو موسى: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا بهذا الإسناد " انتهى.

وهذا الحديث إسناده ضعيف؛ لأن:

زائدة بن أبي الرقاد، قد حكم بضعفه عدد من أئمة الحديث.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

"زائده بن أبي الرقاد…

قال البخاري: منكر الحديث " انتهى من "المغني في الضعفاء" (1 / 236).

وبهذا لخّص حاله الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، حيث قال:

"زائدة بن أبي الرقاد، الباهلي، أبو معاذ البصري الصيرفي: منكر الحديث" انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 213).

وشيخه موسى بن الصباح، لعله، هو: موسى بن أبي كثير، وقد وثقه بعض أهل العلم.

قال ابن سعد رحمه الله تعالى:

" موسى بن أبي كثير الأنصاري ويكنى أبا الصباح. واسم أبي كثير الصباح.

وكان موسى من المتكلمين في الإرجاء وغيره. وكان فيمن وفد إلى عمر بن عبد العزيز فكلمه في الإرجاء. وكان ثقة في الحديث " انتهى من "الطبقات" (6 / 329).

لكن لا يعلم هل سمع من عبد الله بن عمرو، أم لا؟

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

" حديث: ( إن المرء ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام، فينسئه إلى ثلاثين سنة، وإنه ليقطع الرحم وقد بقي من عمره ثلاثون سنة، فيغيره الله إلى ثلاثةأيام ).

ضعيف جدا.

رواه الديلمي (1/2/296) من طريق أبي الشيخ معلقا عن حسين بن جعفر: حدثنا عكرمة بن إبراهيم عن زائدة بن أبي الرقاد: حدثني موسى بن الصباح: عن عبد الله بن عمرومرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، موسى بن الصباح، لم أعرفه، ومثله عكرمة بن إبراهيم، ويحتمل أنه الأزدي، وإن يكنه فهو ضعيف.

وزائدة بن أبي الرقاد قال في " الميزان ":

" ضعيف. وقال البخاري: منكر الحديث ". وتبعه العسقلاني.

وحسين بن جعفر، الظاهر أنه الحسين بن علي بن جعفر الأحمر. قال أبو حاتم:

" لا أعرفه ". " انتهى من "السلسلة الضعيفة" (5 / 313).

فالحاصل؛ أن الحديث ضعيف.

لكن كون صلة الرحم سببا لطول العمر وزيادته، قد ثبت ذلك، كما سبق بيانه في جواب سؤال (شرح حديث: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android