0 / 0

تكره أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وتعاني من ذلك وتريد الحل

السؤال: 360534

لدي الآن رغبة كبيرة في تعلم الدين، ومحاولة القيام بالعديد من الأسباب لأكون أفضل من الأمس، واكتساب المعرفة، لكن هناك شيء واحد لا يهدئ قلبي بسببه، لدي انطباع الكراهية لأم المؤمنين رضي الله عنها عائشة، كلما قرأت حديثًا يتعلق بها، أو حقيقة أن الرسول يحبها كثيرًا، يغرق قلبي، أشعر أن لدي كراهية كبيرة لها، إلى جانب ذلك، حاولت أن أجد أسبابًا للشفاء بشراء كتاب عنها، بقراءة سيرتها الذاتية ولكن لا شيء، لا يمكنني تحمله بعد الآن، وهو يقودني للجنون، أود إزالة هذه المشكلة التي تؤلمني أكثر، لقد جربت كل شيء حتى الآن، لكني فشلت في القيام بذلك، هل يمكنك مساعدتي في علاج هذا؛ لأنني أخاف من أن أكون منافقة، وأستقر في غضب الله؟

الجواب

أولا:

فضل عائشة رضي الله عنها

لا شك في فضل عائشة رضي الله عنها وعظم منزلتها عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم وعباد الله المؤمنين.

والنصوص الدالة على فضلها وحب النبي صلى الله عليه وسلم لها كثيرة مشهورة.

وينظر: جواب سؤال :(فضائل عائشة رضي الله عنها)، وسؤال رقم:(264320). 

وينظر أيضا للفائدة، حول فضائل أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها: 

مقال: فضائل أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – ومناقبها حبيبة رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم

ومقال : فضائل أم المؤمنين عائشة

ثانيا:

خطر الحسد والغيرة 

لا نعلم تفسيرا ولا سببا لما تشعرين به، فما الذي يغيظك أن تكون عائشة أو خديجة أو فاطمة لها من الفضل كذا وكذا؟

هل هو حسد لنعمة الله على أمته؟ أم غيرة من كونها محبوبة للنبي صلى الله عليه وسلم؟

أما الحسد فمرض عظيم، وعلاجه أن يؤمن الإنسان بالقدر، فما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، والله يفضل من شاء من عباده، وهو أعلم بمن يستحق الفضل والتفضيل، كما قال: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ القصص/68

وقال: اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ الحج/75.

قال تعالى:  وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ الأنعام/53.

والحاسد في الحقيقة يعترض على الله، ولا يرضى بقضائه، وحسده لن يعود عليه إلا بالمرض والحسرة والإثم.

وإن كان الأمر غيرة منها، لِم نالت هذه المنزلة؟ فعلاج ذلك أن تقرئي سيرتها لتقفي على علمها وفضلها وصبرها وأدبها، وربما غاب عن كثير من الناس أن عائشة رضي الله عنها عاشت أكثر حياتها مع النبي صلى الله عليه في ضيق من العيش لا تتحمله كثير من النساء، لا يوقد في بيتها نار لمدة أشهر، تعيش على التمر والماء، صابرة محتسبة، اختارت الله ورسوله، بعد أن خيرها النبي صلى الله عليه وسلم كما خير بقية أزواجه.

وسبب محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أمر يدركه كل من يعرف سيرتها، وأي غرابة في محبة الزوج لزوجة شابة، جميلة، فطنة، فصيحة، وهي بنت أحب إنسان لديه، ثم هي فقيهة حريصة على حفظ الحديث وضبط العلم، مقبلة على زوجها، متوددة إليه.

فمثل هذه لا عجب أن تكون أحب الزوجات إلى زوجها، فما الذي يضيرك أنت؟

ثم نقول: هل تجدين هذا الشعور السيء تجاه من أحبهن النبي صلى الله عليه وسلم كخديجة وفاطمة؟ أم الأمر مقتصر على عائشة رضي الله عنها؟

وهل تجدين في نفسك الحسد لقريباتك وقريناتك؟

أو هل تجدين هذا الشعور كلما ذكرت امرأة جميلة محبوبة لزوجها؟

فإن كان كذلك، أصبح الأمر مفهوما، وأنه راجع لعلة، يمكن الاجتهاد في إزالتها وتطهير القلب منها.

وأما النفاق؛ فلاشك أن بغض الصحابة من النفاق، وبغض معيّن منهم كعائشة- مع كون البغض نابعا من الوقوف على فضلها وحب النبي صلى الله عليه وسلم-، علامة شر، تدل على مرض في القلب، وضعف لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم، فمن أحبه صلى الله عليه وسلم أحب ما يحب من الرجال والنساء بل والطعام والجماد!

وانظري إلى هذا الموقف الحاسم، والجواب الواضح الصريح، من نبي الله عليه وسلم، يقرر منزلة أم المؤمنين، حبيبته، وحبيبة المؤمنين: عائشة رضي الله عنها، فقد :

" أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مَعِي فِي مِرْطِي، فَأَذِنَ لَهَا.

فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ؟

فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

أَيْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟.

فَقَالَتْ: بَلَى.

قَالَ : فَأَحِبِّي هَذِهِ !!

رواه مسلم (2442).

والآن، فنقول لك، يا أمة الله ، وقولي أنت لنفسك الأمارة بالسوء:

ألست تحبين رسول الله ؟

فإن قلت – أو قالت نفسك – : نعم ، كما هو الفرض اللازم عليك، والظن بك، إن شاء الله، ما دمت مؤمنة بالله ورسوله ؛

فنقول لي – وقولي أنت لنفسك هذه – :

فأحبي أمك، أم المؤمنين عائشة !!

وكفى .

اقرأي، يا أمة الله، سيرته وسنته صلى الله عليه وسلم ليعظم حبك له، فلعل ذلك يذهب ما في قلبك، وأكثر من سؤال زيادة الإيمان، والبراءة من النفاق، وأن يجعل محبة أم المؤمنين في قلبك، وأن يطهره من الغل والدغل. وأكثري من الدعاء:  رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ الحشر/10.

نسأل الله أن يطهر قلبك ويصرف عنك نزغات الشيطان.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android