0 / 0

حول صحه حديث فيه دخول العافين عن الناس الجنة لا حساب وأن أجرهم على الله .

السؤال: 372097

لقد قرأت حديثا على الانترنت نصه التالي: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: من كان له على الله أجر فليقم، فيقوم عنق كثير، فيقال لهم : ما أجركم على الله؟ فيقولون : نحن الذين عفونا عمن ظلمنا، وذلك قول الله : (فمن عفا وأصلح فأجره على الله)، فيقال لهم : ادخلوا الجنة بإذن الله)، فهل هذا الحديث صحيح؟ فقد نشرته على الإنترنت، وهل يجوز نشره؟

ملخص الجواب

هذا الحديث : ( إذا كان يوم القيامة ، نادى مناد من كان له على الله أجر ، فليقم، قال: فيقوم عنق كثير . قال: فقال: ما أجركم على الله ، فيقولون: نحن الّذين عفونا عمّن ظلمنا ، وذلك قوله تعالى:” فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ” ، فيقال لهم: ادخلوا الجنّة بإذن الله). طرقه كلها ضعيفة لا تثبت. وينظر للأهمية الجواب المطول في بيان ذلك 

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث بهذا السياق له طريقان :

الطريق الأول: أخرجه الثعلبي في تفسيره "الكشف والبيان" (8/323) ، من طريق محمد بن الحسن بن بشر ، قال أخبرنا أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس الدمشقي ، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن بشر القريشي ، حدثنا زهير بن عباد المدائني ، حدثنا سفيان بن عينية ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلم:  إذا كان يوم القيامة ، نادى مناد من كان له على الله أجر ، فليقم، قال: فيقوم عنق كثير . قال: فقال: ما أجركم على الله ، فيقولون: نحن الّذين عفونا عمّن ظلمنا ، وذلك قوله تعالى:" فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ " ، فيقال لهم: ادخلوا الجنّة بإذن الله .

وإسناده ضعيف، فيه علتان:

الأولى: فيه " محمد بن الحسن بن بشر "، مجهول ، لم نقف له على ترجمة ، إلا إن كان هو " محمد بن الحسن بن صقلاب " فإنه يروي عن محمد بن جعفر بن ملاس ، ويروي عنه ابن فنجويه ، وهذا قد ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/300) ، وذكر أنه يروي عن محمد بن جعفر بن ملاس ويروي عنه ابن فنجويه ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .

الثانية : تفرد زهير بن عباد الرؤاسي بهذا عن الحديث عن سفيان بن عيينة ، وزهير بن عباد وإن وثقه أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (3/591) ، فإنه قد قال  فيه ابن حبان في "الثقات" (8/256) :" يُخطئ ويُخالف "انتهى.

الطريق الثاني : أخرجه أبو نعيم في "الأربعون على مذهب المتحققين من الصوفية" (51) ، من طريق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمِنْقَرِيُّ ، قال حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مَنْصُورٍ الْوَرَّاقُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يُنَادِي مُنَادٍ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: أَيْنَ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ؟ أَيْنَ الْمُحْسِنُونَ؟ " قَالَ: " فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ حَتَّى يَقِفُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَيَقُولُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ: مَا أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ الَّذِينَ عَرَّفْتَنَا إِيَّاكَ وَجَعَلْتَنَا أَهْلًا لِذَلِكَ . فَيَقُولُ: صَدَقْتُمْ . ثُمَّ يَقُولُ لِلْآخَرِينَ: مَا أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْمُحْسِنُونَ. قَالَ: صَدَقْتُمْ، قُلْتُ لِنَبِيِّ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ، مَا عَلَيْكُمْ مِنْ سَبِيلٍ، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي ". ثُمَّ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:« لَقَدْ نَجَّاهُمُ اللَّهُ مِنْ أَهْوَالِ بَوَائِقِ الْقِيَامَةِ.

وإسناده ضعيف أيضا ، فيه علتان :

الأولى : الحارث بن منصور ، قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/444) في ترجمته :" قال أبو حاتم: نزل عليه الثوري ، وهو صدوق ، وقال أبو داود: كان من خيار الناس ، وقال ابن عدي: في حديثه اضطراب ". اهـ ، وقال ابن حجر في "التقريب" (1050) :" صدوق يهم ". اهـ ، وقد أشار أبو نعيم بعد تخريجه للحديث إلى تضعيف هذا الطريق لأجله فقال :" هَذَا طَرِيقٌ مُرْتَضَى لَوْلَا الْحَارِثُ بْنُ مَنْصُورٍ وَكَثْرَةُ وَهْمِهِ " انتهى.

الثانية : جهالة أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الْمِنْقَرِيُّ الْبَصْرِيُّ ، مجهول ، لم يترجم له أحد.

والحديث قد روي بنحو هذا السياق من عدة طرق مرفوعا ، وموقوفا ، ومقطوعا .

أما المرفوع فقد جاء من ثلاثة طرق:

الطريق الأول : وهو أشهرها ، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .

أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1998)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/187)، وابن أبي الدنيا في "الأهوال" (176)، من طريق الْفَضْل بْن يَسَارٍ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا وَقَفَ الْعِبَادُ لِلْحِسَابِ جَاءَ قَوْمٌ وَاضِعِي سُيُوفِهِمْ عَلَى رِقَابِهِمْ ، تَقْطُرُ دَمًا ، فَازْدَحَمُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، فَقِيلَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قِيلَ: الشُّهَدَاءُ ، كَانُوا أَحْيَاءَ مَرْزُوقِينَ . ثُمَّ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمْ مَنْ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ، فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ نَادَى الثَّانِيَةَ: لِيَقُمْ مَنْ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ، فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ: وَمَنْ ذَا الَّذِي أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: الْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ، ثُمَّ نَادَى الثَّالِثَةَ: لِيَقُمْ مَنْ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ، فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ ، فَقَامَ كَذَا وَكَذَا أَلْفًا ، فَدَخَلُوهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ.

وإسناده ضعيف .

فيه الفضل بن يسار ، مجهول ، وقد تفرد بهذا الحديث .

قال العقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/447) :" الفضل بن يسار، عن غالب القطان؛ فلا يتابع من وجه يثبت "انتهى.

قال العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (2/857) رواه الطبراني في مكارم الأخلاق، وفيه الفضل بن يسار ولا يتابع على ذلك حديثه " انتهى.

وقد ضعف الشيخ الألباني هذا الطريق في "السلسلة الضعيفة" (1277) .

الطريق الثاني : من حديث أبي هريرة .

أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7977) ، من طريق عُمَر بْن رَاشِدٍ الْمَدِينِيُّ ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ ، قال نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: لَا يَقُومُ الْيَوْمَ أَحَدٌ إِلَّا أَحَدٌ لَهُ عِنْدَ اللهِ يَدٌ ، فَيَقُولُ الْخَلَائِقُ: سُبْحَانَكَ ، بَلْ لَكَ الْيَدُ، فَيَقُولُ ذَلِكَ مِرَارًا، فَيَقُولُ: بَلَى مَنْ عَفَا فِي الدُّنْيَا بَعْدَ قُدْرَةٍ .

وهذا إسناده تالف .

فيه " عمر بن راشد أبو حفص الجاري " ، متهم بالوضع ، قال فيه أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (6/108) :" كتبت من حديثه ورقتين ولم أسمع منه لما وجدته كذبا وزورا ". اهـ ، وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/93) :" يضع الحَدِيث على مَالك وَابْن أبي ذِئْب وَغَيرهمَا من الثِّقَات، لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ فَكيف الرِّوَايَة عَنهُ" انتهى.

الطريق الثالث : من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص .

أخرجه ابن أبي الدنيا في "مداراة الناس" (11) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7731) ، من طريق مُغِيرَةُ الشَّامِيُّ ، عَنِ الْعَزْرَمِيَّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  إِذَا جَمَعَ اللهُ تَعَالَى الْخَلَائِقَ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ؟ فَيَقُومُ نَاسٌ هُمْ يَسِيرٌ ، فَيَنْطَلِقُونَ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، فَيَقُولُونَ: إِنَّا نَرَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ ، فَمَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الْفَضْلِ ، فَيَقُولُونَ: مَا كَانَ فَضْلُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا إِذَا ظُلِمْنَا صَبَرْنَا ، وَإِذَا أُسِيءَ إِلَيْنَا غَفَرْنَا ، وَإِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلُمْنَا ، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ .

وهذا أيضا إسناده تالف .

فيه :" محمد بن عبيد الله العرزمي " ، متروك الحديث مشهور بذلك .

وأما الموقوف فأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (2662) ، من طريق كوثر بن حكيم ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن أبي بكر رضي الله عنه ، قال:( بلغنا أنه إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين أهل العفو ؟ قال : فيكافئهم الله تعالى بما كان من عفوهم عن الناس).

وهذا إسناده باطل .

فيه " كوثر بن حكيم " ، قال فيه أحمد كما في "الجرح والتعديل" (7/167) :" متروك الحديث " . اهـ ، وقال فيه البخاري كما في "الضعفاء الصغير" (325) :" منكر الحديث "، وقال فيه ابن حبان كما في "المجروحين" (2/228) :" كَانَ مِمَّن يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير وَيَأْتِي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيث الْأَثْبَات " انتهى.

وأما المقطوع فقد رُوي من قول الحسن البصري ، ومن قول زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

أما قول الحسن البصري فقد روي عنه من عدة طرق :

الأول : أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/59) ، فقال :" حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ: ثنا مُحْرِزٌ أَبُو رَجَاءٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ:" يُقَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: لِيَقُمْ مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ أَجْرٌ ، فَمَا يَقُومُ إِلَّا إِنْسَانٌ عَفَا " ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".

وإسناده ضعيف .

فيه " محرز أبو رجاء " ، وثقه أبو داود كما في "تهذيب التهذيب" (10/57) ، والذهبي كما في "المجرد في أسماء رجال سنن ابن ماجه" (1369) ، إلا أنه متهم بالتدليس ، قال ابن حبان في "الثقات" (7/504) :" وَكَانَ يُدَلس عَنْ مَكْحُول يعْتَبر بحَديثه مَا بَين السماع فِيهِ عَن مَكْحُول وَغَيره " انتهى.

الثاني : أخرجه مجاهد في "تفسيره" (ص591) ، من طريق المبارك بن فضالة ، عَنِ الْحَسَنِ ، فِي قَوْلِهِ: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ قَالَ:( إِذَا جَثَتِ الْأُمَمُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَادَى مُنَادٍ لِيَقُمْ كُلُّ مَنْ كَانَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ فَلَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا فِي الدُّنْيَا =).

وفيه المبارك بن فضالة ، وهو ثقة مشهور إلا أنه مدلس ، وقد نص أبو حاتم على أنه لم يسمع من الحسن كما في " المراسيل" لابن أبي حاتم (841)  ،  وقال أحمد كما في "العلل رواية المروزي" (177) :" مَا روى عَن الْحسن يحْتَج بِهِ "انتهى.

ومما يؤكد أن المبارك بن فضالة لم يسمعه من الحسن ما أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (379) ، من طريق صالح بن أحمد بن حنبل ، قال حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ:( إِذَا جَثَتِ الْأُمَمُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُودُوا: لِيَقُمْ مَنْ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ، فَلَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا فِي الدُّنْيَا ).

وأما قول علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فأخرجه الدينوري في "المجالسة" (844) ، من طريق سعيد بن سليمان ، قال نَا سِنَانُ بْنُ هَارُونَ ، نَا ثَابِتٌ الثُّمَالِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ؛ قَالَ: إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ؛ نَادَى الْمُنَادِي: أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ؟ لِيَدْخُلُوا الْجَنَّةَ قَبْلَ الْحِسَابِ . فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ ، فَتَلْقَاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، فَيَقُولُونَ: إِلَى أَيْنَ يَا بَنِيَّ آدَمَ؟ ! فَيَقُولُونَ: إِلَى الْجَنَّةِ . فَيَقُولُونَ: قَبْلَ الْحِسَابِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ . فَيَقُولُونَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الْفَضْلِ . قالوا: وَمَا كَانَ فَضْلُكُمْ؟ قَالُوا: كنا نعفو إِذَا ظُلِمْنَا ، وَنَغْفِرُ إِذَا أُسِيءَ إِلَيْنَا ، وَنَحْلَمُ إِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا . قَالُوا: أَنْتُمْ كَمَا قُلْتُمْ ، فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ . ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الصَّابرُونَ؟ لِيَدْخُلُوا الْجَنَّةَ قَبْلَ الْحِسَابِ . فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ ، فَتَلْقَاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، فَيَقُولُونَ: إِلَى أَيْنَ يَا بني آدم؟ فيقولون: إِلَى الْجَنَّةِ . فَيَقُولُونَ: قَبْلَ الْحِسَابِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ . فَيَقُولُونَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ الصَّابِرُونَ . فَيَقُولُونَ: وَمَا كَانَ صَبْرُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: صَبَرْنَا عَلَى طَاعَةِ اللهِ ؛ حَتَّى تَوَفَّانَا اللهُ .

وإسناده لا يصح .

فيه ثابت بن أبي صفية الثمالي .

قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/363) في ترجمته :" قال أحمد ، وابن معين: ليس بشيء ، وقال أبو حاتم: لين الحديث ، وقال النسائي: ليس بثقة " انتهى.

وفيه " سنان بن هارون " .

قال فيه ابن حبان في "المجروحين" (1/354) :" مُنكر الْحَدِيث جدا يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير .. وعن ابن معين : ليس بشيء " انتهى.

وخلاصة الجواب :

أن هذا الحديث طرقه كلها ضعيفة لا تثبت .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android