هل السفر للماضي او المستقل يمكن حدوثه وهل في ذلك إشكال شرعي؟
ذكرنا في جواب السؤال رقم:(256196) أن "الزمن مجرد دالة حسابية بين متغيرين، ولا يمكن فصله أو تجريده بحيث يمكن السفر عبره أو اختراقه، إلا إن أريد بالسفر عبر الزمان: إمكانية السفر في الفضاء واختصار الزمن، فهذا لا يحيله العقل، وليس أن يكون السفر في الزمن نفسه، وهو ما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، فإنه قطع المسافة الشاسعة في الزمن اليسير، وكان هذا أمرا معجزا، وقد يخترع الإنسان وسيلة تتخطى سرعة الضوء، لكنها لا تبلغ هذا الأمر المعجز، ولا تمكّن صاحبها من العروج إلى السموات ذات الأبواب التي لا تفتح إلا بالإذن كما جاء في الأحاديث.
وعلى كل، فمقاربة السرعةِ الضوءَ أو تخطيها: هو ما تعتمد عليه فكرة السفر عبر الزمن في النظرية النسبية لأينشتاين، وأما أن يعود الإنسان إلى الماضي، فهذا لا يمكن".
ودعوى السفر إلى المستقبل: كفر؛ لأنها تتضمن دعوى علم الغيب، والإنسان لا يعلم ما سيكون في غد حتى يسافر إليه، لا ما يتعلق بسنّه وهيئته وعمله وتصرفه، ولا ما يتعلق بغيره، وقد قال تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) النمل/65، وقال: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ) الأنعام/59، وقال سبحانه: (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف/188.
وقال: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) لقمان/34.
وأما الرجوع إلى الماضي: فهو محال، وظاهر الأدلة الشرعية يدل على المنع من ذلك؛ إذ لو جاز أن يعود إلى الماضي لشاهد الأمم السابقة ولشهد خلق السموات والأرض، وذلك ما نفاه الله تعالى بقوله: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ) الكهف/51.
وقال سبحانه: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ) إبراهيم/9، فلو كان السفر عبر الماضي ممكنا، لأمكن العلم بحال هذه الأمم.
ولو جاز السفر للماضي لأمكن أن نرى النبي صلى الله عليه وسلم ونكون صحابة!
وينظر هنا للفائدة مقال بعنوان (الرحلة عبر الزمن..تحت مجهر المعتقد!)
والله أعلم.