يعاني ابني من طيف التوحد وفرط النشاط والحركة، بفضل الله تعالى تمكن من دخول المدرسة، وتابع تعليمه، علما أنه يتناول دواء ليعينه على التركيز، فضلا عن أدوية أخرى من حين لآخر لمعالجة اضطرابات نفسية، لكن مع تقدمه في السن، ووصوله لسن 16 عاما أصبح الدواء غير مجدي، ويحتاج إلى دواء غير موجود في بلادنا، فأصبحت فرص نجاحه ومستقبله مهدد بالفشل، علاوة على ذلك يعاني ابني من مشاكل الإندماج في المجتمع، ودائما ما يتعرض للتنمر، والتهديد، والتحرش، خصوصا في بلادنا تعاني هذه الفئة من التوحديين من الإهمال، والإعتداءات في ظل مجتمع انتشر فيه العنف والجريمة والمخدرات.
فهل بالإمكان أن يتبناه أخي وقتيا، فقط في الأوراق الرسمية في ألمانيا؛ لاستكمال علاجه، ودراسته، وحمايته في هذا الوقت الحساس من الضياع والانحراف، ثم ألغي هذا التبني؟
والله أكتب هذه الأسطر ولا يعلم اللوعة التي في قلبي إلا باريه وخالقه سبحانه وتعالى، ولم أتصور يوما أن أستفتي في أمر كهذا، لكن ضاقت بي الأرض بما رحبت، ومسني وابني الضر.
حكم تبني الخال لابن أخته رسميا لعلاجه في الخارج ثم إلغاء هذا التبني
السؤال: 390480
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
إذا كان ابنك يحتاج إلى دواء لا يوجد في بلدك، مع ما ذكرت مما يعاني منه، وكان ذهابه إلى خاله في ألمانيا يرجى فيه علاجه وتحسن حالته، مع الأمن من انحرافه، وتأثره بالبيئة الغربية وما فيها من اختلاط وفتن في المدارس وغيرها؛ فلا حرج في بعثه إلى خاله، ولو اقتضى ذلك أن يسجله باسمه، إلى أن تتحسن أحواله، مع مراعاة أنه ليس محرما لزوجة خاله ولا لبناته.
وينظر: جواب السؤال رقم:(250566).
ولا يظهر أن في ذلك خداعا للدولة التي يقيم خاله فيها؛ لأن قوانينهم تسمح بالتبني الرسمي، ويرتبون على ذلك العلاج وغيره، بل ما هو فوق ذلك من الحقوق والأحكام.
ومتى انقضت الحاجة إلى علاجه ودراسته، وجب رده إليكم، وإعادة أوراقه إلى وضعها الصحيح، ولا يحل الإبقاء على هذا التغيير في أوراقه، أو إقرار تبنيه، ولو على الورق على وجه الاستدامة؛ وإنما ذلك على وجه الرخصة، لحاجة، متى انقضت، وجب رد الأمر إلى نصابه ووضعه الشرعي الصحيح.
وإذا كان الأمر محفوفا بالمخاطر، كما ترين؛ من جهة الخوف عليه من الفساد والانحراف، ومن جهة التحرز في التعامل مع زوجة خاله وبناته-إن وجدن- ؛ فهذا يستدعي التأني، ودراسة الأمر، واستشارة من يبذل لكم النصيحة ممن يعيش في ذلك البلد.
ونسأل الله أن يشفيك ولدك ويعافيه، وأن يهيئ لكم من أمركم رشدا.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة