0 / 0

ما صحة حديث: ( سَمِعَ اللَّهُ دَاعِيًا لِمَنْ دَعَا …)؟

السؤال: 391585

ما صحة هذا الحديث، وما شرحه:
عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله : (عَوْذَةٌ كانَ إبْراهِيمُ يُعَوِّذُ بِها إسْحاقَ وإسْماعِيلَ، وأنا أُعَوِّذُ بِها الحَسَنَ والحُسَيْنَ – رضي الله عنهما-: سَمِعَ اللَّهُ داعِيًا لِمَن دَعا ما وراءَ اللَّهِ مَرْمًى لِمَن رَمى)؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

هذا الحديث رواه البزار في “مسنده” (3/262)؛ قال:

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قَالَ: أَخبرنا نُعَيْمُ بْنُ مُوَرِّعٍ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عُوذَةٌ كَانَ إِبْرَاهِيمُ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْحَاقَ، وَإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَأَنَا أُعَوِّذُ بِهَا، الْحَسَنَ، وَالْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سَمِعَ اللَّهُ دَاعِيًا لِمَنْ دَعَا، مَا وَرَاءَ اللَّهِ مَرْمًى لِمَنْ رَمَى).

وقال البزار عقبه: ” وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ”.

وهذا إسناد ضعيف؛ لأن فيه نُعَيْمُ بْنُ مُوَرِّعٍ الْعَنْبَرِيُّ، وهو ضعيف، كما نص على هذا عدد من أئمة الحديث والجرح والتعديل.

قال ابن عدي رحمه الله تعالى:

” نعيم بن المورع بن توبة العنبري: بصرى ضعيف يسرق الحديث.

قال النسائي: نعيم بن المورع ليس بثقة.

… وعامة ما يرويه غير محفوظ ” انتهى من”الكامل” (8/250).

وقال ابن حبان رحمه الله تعالى:

“نعيم بن مورع بن توبة العنبري: شيخ يروي عن الثقات العجايب، لا يجوز الاحتجاج به بحال” انتهى من”المجروحين”(3/57).

وقال الهيثمي رحمه الله تعالى:

“رواه البزار، وفيه نعيم بن مورع، وهو ضعيف” انتهى من”مجمع الزوائد” (10/188).

فالحاصل؛ أن هذا الحديث ضعيف.

ثانيا:

الصحيح في هذا الباب هو ما رواه البخاري (3371) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ، وَيَقُولُ: (إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ).

ومعناه أن إبراهيم عليه السلام – وسمّاه أبا للحسن والحسين لكونه جدا أعلى – كان يطلب من الله تعالى حماية ولديه بهذا الدعاء.

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:

“المراد بـ “كلمات الله” قولان:

أحدهما: أنه كلامه على الإطلاق، ولا نقص فيه، إذ كلام المخلوقين لا يخلو من نقص يعاب به. وقال الخطابي: تمامها: فضلها وبركتها، وأنه لا تُخْفِق معها طِلْبة.

والثاني: أنها أقضيته وعِداته التي تتضمنها كلماته، كقوله تعالى: (وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل)، فكلمته هي قوله: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض)…

وفي الهامة قولان:

أحدهما: أنها كل نسمة تهم بسوء، قاله ابن الأنباري. والثاني: أنها واحدة الهوامّ، والهوامّ الحيات وكل ذي سمّ يقتل…

وقوله: ” من كل عين لامة”… اللامّة: ذات اللمم؛ وهي كل داء وآفة تلمّ بالإنسان من جنون وخبل وغير ذلك ” انتهى من”كشف المشكل”(2/ 414-415).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android