هل من طبيعة الرجل أن يرغب في تعدد الزوجات؟ هل الرجال بطبيعتهم غير راضين عن زوجة واحدة حتى لو أدّت جميع واجباتها اتجاهه؟
أنا قلقة بشأن هذا؛ لأنني أشعر أنني لا أفهم الرجال، وأشعر بعدم الأمان حول قدرتي على أن أكون زوجة في المستقبل، وما إذا كنت سألبّي احتياجاته أم لا.
هل من طبيعة الرجل أن يرغب في تعدد الزوجات؟
السؤال: 391606
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
تعدد الزوجات هو من الأمور التي أباحها الله تعالى للرجل إباحة قطعية، وأجمع على ذلك العلماء ، قال الله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ) النساء/3.
وقد سبق بيان الحكمة التي من أجلها شرع الله تعالى هذا الحكم . ينظر السؤال رقم: (14022) .
ثانيا :
ليس من طبيعة الرجل الملازمة له في كل حال: أن يرغب في تعدد الزوجات، بل الذي من طبيعة الرجل، وكذلك المرأة، هو الرغبة في السكن والمودة والألفة التي تكون بين أفراد الأسرة (الأبوان والأولاد) .
فإذا وجد الرجل ذلك، وكانت الزوجة قائمة بحقوقه ، فإنه – في الغالب – يكتفي بزوجة واحدة، ولا يرغب في التعدد.
ويدل لذلك أن أكثر المسلمين – الآن – إنما لهم زوجة واحدة، والقليل منهم هو الذي اختار التعدد ، وهذا ليس مذموما ، بل كل رجل ينظر إلى الأصلح لحاله، ولظروفه التي يمر بها، ثم بعد ذلك يختار: إما التعدد وإما الاقتصار على زوجة واحدة ، حسب ما ترجح له من المصالح .
ويدل لذلك (أي أنه ليس من طبيعة الرجل الملازمة له: أن يرغب في التعدد) : أن كثيرا من العلماء والأئمة استحبوا للرجل أن يقتصر على زوجة واحدة، لأن ذلك أسلم لدينه، حتى لا يعرض نفسه إلى الميل إلى إحدى الزوجتين، فيكون قد وقع في كبيرة من كبائر الذنوب ، ولأن التعدد يحدث فيه نزاعات بين الضرائر، وقد يتوارث أولادهن ذلك النزاع، فينشأ الأولاد على كراهة بعضهم البعض ، مع أنهم إخوة نسبا ودينا.
وقد سبق نقل كلام العلماء حول هذه المسألة في جواب السؤال رقم: (228346).
ثالثا :
لا تقلقي بشأن المستقبل، بل أحسني الظن بالله تعالى، أنه سييسر لك حياة هنيئة ، تقربك من الله تعالى ، وتقر بها عينك ، فإن الله تعالى يقول في الحديث القدسي : (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي) رواه البخاري (7405)، ومسلم (2675) .
وعند أحمد (17020) (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ) وصححه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند.
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشاؤم (الطيرة) وكان يُعجبه الفأل ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ . قَالُوا : وَمَا الْفَأْلُ ؟ قَالَ : كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ) رواه البخاري (5776)، ومسلم (2224) .
وذلك لأن الفأل الحسن فيه إحسان الظن بالله تعالى ، وتوقع الخير ، أما التشاؤم فبخلاف ذلك .
وأكثري من دعاء الله تعالى بالهداية والتوفيق ، وأن يرزقك زوجا صالحا، وذرية صالحة، تسعدين بهم في الدنيا ، ويكونون عونا لك على طاعة الله تعالى ومرضاته .
نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك ، ويزيل عنك القلق والخوف من المستقبل .
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة