بكى أبو هريرة، فسُئل : يا أبا هُريرة أتبكي على الدُّنيا؟ فقال: لا والله، دُنياكم هذهِ لا تُبكيني، إنَّما أبكي مِنْ ثِقَلِ الحِمْلِ، وسوء الرفيق، ومن قلةِ الزاد، وبُعدِ الطريق، أبكي خوفًا مِن أسقُط يوم القيامة مِن على الصراط، ولا أدخُل الجنَّة، وَدِدتُ أنِّي لَم أُخلق “.
فهل هذه القصة صحيحة؟
ما صحة خبر بكاء أبي هريرة رضي الله عنه عند الموت؟
السؤال: 394627
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذا الخبر رواه ابن سعد في “الطبقات الكبرى” (4 / 253)، والبخاري في “التاريخ الكبير” (4/ 157-158) وغيرهما: عن عَبْد اللَّهِ بْن الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ وَرْد، عَنْ سَلْمِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ جَحل، قَالَ: ” بَكَى أَبُو هُرَيْرَةَ فِي مَرَضِهِ فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي لا أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنِّي أَبْكِي لِبُعْدِ سَفَرِي وَقِلَّةِ زَادِي. أَصْبَحْتُ فِي صُعُودٍ مُهْبِطَةٌ عَلَى جَنَّةٍ وَنَارٍ، فَلا أَدْرِي إِلَى أيهما يُسلك بي”.
وهذا الإسناد رواته ثقات؛ إلا أن سَلْم بْن بَشِيرِ بْنِ جَحل لم يدرك أبا هريرة رضي الله عنه، فالسند منقطع.
قال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى:
” سلم بن بشير بن جحل روى عن عكرمة ورجل عن أبي هريرة…
عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين، قال: سلم بن بشير ابن جحل ليس به بأس ” انتهى من”الجرح والتعديل” (4/266).
وقال ابن حبان رحمه الله تعالى:
” سلم بن بشير بن جحل القيسي، من أهل البصرة، يروي عن عكرمة وعبد العزيز بن صهيب… وهو الذي يروي عن أبي هريرة ولم يره، بينه وبينه عكرمة ” انتهى من “الثقات” (6/ 420).
فإن كانت الواسطة بينهما عكرمة؛ فهو ثقة، والسند صحيح؛ لكن يحتمل أن تكون الواسطة الرجل الآخر المجهول الذي نبه إليه ابن أبي حاتم.
وعلى أي حال فهذا الخبر من أبواب السير والمناقب فيتساهل في نقله وتداوله.
كما سبق في جواب السؤال رقم: (255686).
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة