ما حكم التعامل مع شركات تمويل المتداولين، مثل: شركة ftmo، في البداية يجب أن أشتري تحديا، ومدة التحدي تكون ثلاثة أشهر، حتى تتأكد الشركة من أنني متداول ناجح، وبعد النجاح في الاختبار تمولني الشركة بحساب من الشركة، فيه رأس مال الشركة، وتكون نسبة الربح هي: 20 بالمائة للشركة، و80 بالمائة للمتداول، وفي أول سحب للمتداول الشركة ترجع المال الذي دفعه المتداول في شراء التحدي، والخسارة تكون على الشركة فقط، والتداول يكون في الذهب، والفوركس، وموشرات الأسهم، والشركة تضع شروطا حتى لا أخسر رأس مال الشركة، وتوجد رافعة مالية لحساب الشركة، لكن الرافعة ليست مثل شركات الوساطة، ولا يوجد أي عمولة للشركة سوا نسبته من الربح، فما حكمها؟
ما حكم الاشتراك والتداول عبر شركة FTMO؟
السؤال: 414042
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
يعتمد الاشتراك في حساب شركة FTMO على اجتياز اختبارين: التحدي والتحقق، فمن اجتازهما أصبح له حساب حقيقي، ومكنته الشركة من التعامل بأموالها بمقابل 80% من الربح، و20% من الربح للشركة.
ثانيا:
لا يجوز التعامل مع هذه الشركة، لما يلي:
1-رسوم التحدي تندرج تحت القمار المحرم، وذلك أن من نجح في الاختبار استرد ماله، ومن خسر في الاختبار لا يرد له ماله، وهذه مقامرة واضحة.
وأقل ما يدفعه المشترك هو 155 يورو إذا أراد أن يشترك في الحساب الأقل وهو حساب 10000 دولار، ويلزمه دفع 250 يورو في الحساب الأعلى منه، وهكذا.
فحقيقة الأمر أن المشترك يدفع 155 يورو على أمل أن ينال حسابا بعشرة آلاف يتعامل به، أو يدفع 250 على أن ينال حسابا ب 25 الف دولار، وهكذا يزيد المدفوع على قدر ما يؤمل الحصول عليه.
وقد يحصل له هذا وقد لا يحصل، وهذا هو والميسر والقمار، إذ حقيقة الميسر: غرم محقق، وغُنم محتمل.
قال البجيرمي رحمه الله: "والميسر: هو القمار ، وهو ما يكون فعله مترددا بين أن يغنم وأن يغرم" انتهى من "حاشية البجيرمي على شرح المنهج" (4/376).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "فهذا الميسر – وهو كل معاملة دائرة بين الغرم والغنم – لا يدرى فيها المعامل هل يكون غانما أو يكون غارما، كله محرم ، بل هو من كبائر الذنوب ، ولا يخفى على الإنسان قبحه إذا رأى أن الله تعالى قرنه بعبادة الأصنام وبالخمر والأزلام" انتهى من "فتاوى إسلامية" (4/441).
هذا مع أن الشركة لها أن تغلق الحساب لمجرد مخالفة أي بند من نظام التعامل، فيخسر المشترك ما دفع، حتى لو نجح في اختبار التحدي!
2-التداول عبر الشركة يكون في الذهب والفوركس ومؤشرات الأسهم، كما جاء في السؤال.
ولا يجوز الاتجار في الذهب عبر الإنترنت، لعدم إمكان التقابض في المجلس، وينظر: جواب السؤال رقم:(273116 ).
ولا يجوز التداول في مؤشرات الأسهم، كما بينا في جواب السؤال رقم:(332900).
ومن المعاملات المحرمة المنتشرة: التعامل بعقود الفروقات أو الخيارات والمستقبليات.
وينظر: جواب السؤال رقم:(269079)، ورقم:(340525).
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم:(125758).
والحاصل:
أنه لا يجوز التعامل مع شركة ftmo للقمار الحاصل في بدء الاشتراك فيها، ثم لغلبة المحرمات على ما يتم التداول فيه.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة