لدي استحاضة قوية لمدة أسبوع كل شهر، وعندما لا أستحيض غالباَ ما يكون لدي إفرازات ملونة، وأعاني من سلس رياح متقلب، أعاني من الإمساك في كل مرة تقريبًا، وأحيانًا أنزف من الخلف عندما أقضي حاجتي، وفي بعض الأحيان لا أستطيع الوصول إلى المرحاض في الوقت المناسب؛ لأن مثانتي تمتلئ بسرعة كبيرة، حتى لو لم أشرب، أو أكل أي شيئاً، ولكني كنت نائمًا واستيقظت، فلابد لي من الذهاب إلى المرحاض سريعاً، وأثناء الصيام غالبًا ما أعاني من شيء مثل ارتجاع المريء، لكني لا آكل ما يرتفع إلى حلقي، أعتقد أنه بلغم، فذهبت إلى الطبيب، والطريقة الوحيدة التي عملت بها لوقف الاستحاضة هي: تناول نوع من الحبوب، حبوب منع الحمل، وأنا أعاني من عدم تحمل الفركتوز، وأعاني من حساسية من العديد من الأشياء الأخرى، التي يصعب تجنبها تمامًا بسبب كثرتها، لا أعتقد أنه مع هذه الأشياء يمكنني أن أتزواج، على الرغم من أنني أرغب في الزواج. فهل تتزوج امرأة مصابة بكل هذه الأمراض، والتي تؤثر على حياتها، فهي تقضي وقتًا طويلاً في الحمام، وتستغرق وقتًا طويلاً لأداء الصلاة بسبب الغازات، وانتقاض الوضوء بسرعة كبيرة، وتبصق في كثير من الأحيان أثناء الصيام في رمضان؟
هل يمكن أن تتزوج مع كونها مصابة بعدة أمراض؟
السؤال: 417352
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
نسأل الله أن يشفيك ويعافيك، ونوصيك بمراجعة الأطباء فكل ما ذكرت له علاج إن شاء الله، وقد روى أبو داود (3874) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، فَتَدَاوَوْا، وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ) صححه الألباني.
ثانيا:
ما ذكرت من الأمراض لا يمنع زواجك شرعا بشرط إخبار الخاطب؛ لأن كل ما ينفّر أحد الزوجين من الآخر يعتبر عيبا يلزم الإخبار به، كالاستحاضة، والاضطرار لمنع الحمل، لكن ما كان محتمل الزوال وتتعالجين منه، فلا يلزمك الإخبار به.
وينظر: جواب السؤال رقم: (146988).
والاستحاضة لا تبقى أسبوعا فقط، وإنما تزيد على خمس عشرة يوما، فالظاهر أن ما يأتيك هو الحيض، وهو أمر معتاد للنساء.
وأما من جهة رغبة الرجال فيمن هي مصابة بعدة أمراض، فهناك من النساء من تتزوج وهي مصابة بأعظم من ذلك بكثير، لأن الزواج له مقاصد متعددة، فقد لا يرغب الرجل في الإنجاب فيأخذ من لا تحمل، وقد تكون المرأة جميلة فيأنس بها لجمالها ويصبر على مرضها، وقد يتزوج من تربي له أولاده، وقد يتزوج إحسانا وإكراما، إلى غير ذلك من المقاصد، ولهذا نشاهد من تتزوج وهي عمياء، أو خرساء، أو مقعدة، أو مريضة بالقلب، أو بغير ذلك من الأمراض المستعصية.
فإذا جاءك الخاطب، فاستخيري الله تعالى ولا ترفضي الزواج، ونسأل الله أن يجعل لك شفاء عاجلا مما ذكرت.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة