0 / 0
69,70210/03/2013

أيهما أفضل طول القيام أم الزيادة في عدد الركعات ؟

السؤال: 41857

أيهما أفضل طول القيام أم الزيادة في عدد الركعات ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال : فقد ذهب جمهور الحنفية , والمالكية – في قول – والشافعية , وهو وجه عند الحنابلة , إلى أن طول القيام أفضل من كثرة العدد ، وذهب المالكية في الأظهر , وهو وجه عند الحنابلة : إلى أن الأفضل كثرة الركوع والسجود ، وللحنابلة وجه ثالث , وهو : أنهما سواء , لتعارض الأخبار في ذلك .

ومما استدل به من قال إن طول القيام أفضل :
حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : ” إنْ كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم ليصلِّي حتى ترم قدماه – أو ساقاه – فيقال له ، فيقول : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ) ” .
رواه البخاري ( 1078 ) ومسلم ( 2819 ) .

ومما استدل به من قال : إن كثرة عدد الركعات أفضل :
حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) مسلم ( 482 ) .

ومما استدل به أهل القول الثالث ، وهو أنهما سواء :
عن حذيفة قال : ” صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت : يركع عند المائة ، ثم مضى ، فقلت : يصلي بها في ركعة ، فمضى ، فقلت : يركع بها ، ثم افتتح النساء ، فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبَّح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع فجعل يقول : سبحان ربي العظيم ، فكان ركوعه نحوا من قيامه ، ثم قال سمع الله لمن حمده ، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع ، ثم سجد فقال : سبحان ربي الأعلى ، فكان سجوده قريباً من قيامه ” رواه مسلم ( 772 ) .

ورجح شيخ الإسلام ابن تيمية القول الثالث ، قال رحمه الله :
وقد تنازع الناس , هل الأفضل طول القيام ؟ أم كثرة الركوع والسجود ؟ أو كلاهما سواء ؟ على ثلاثة أقوال : أصحها أن كليهما سواء , فإن القيام اختص بالقراءة , وهي أفضل من الذكر والدعاء , والسجود نفسه أفضل من القيام , فينبغي أنه إذا طوَّل القيام أن يطيل الركوع والسجود , وهذا هو طول القنوت الذي أجاب به النبي صلى الله عليه وسلم لما ” قيل له : أي الصلاة أفضل ؟ فقال : طول القنوت ” رواه مسلم ( 756 ) ؛ فإن القنوت هو إدامة العبادة , سواء كان في حال القيام , أو الركوع أو السجود , كما قال تعالى : ( أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً ) ، فسمَّاه قانتاً في حال سجوده , كما سمَّاه قانتاً في حال قيامه ” .
انتهى من ” الفتاوى الكبرى ” ( 2 / 121 ، 122 ) .
وقال :
” وقد تنازع العلماء : أيما أفضل : إطالة القيام ؟ أم تكثير الركوع والسجود ؟ أم هما سواء ؟ على ثلاثة أقوال : وهي ثلاث روايات عن أحمد ، وقد ثبت عنه في الصحيح ” أي الصلاة أفضل ؟ قال : ( طول القنوت ) ” ، وثبت عنه أنه قال : ( إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة ; وحط عنك بها خطيئة ) رواه مسلم ( 488 ) ، وقال لربيعة بن كعب : ( أعنِّي على نفسك بكثرة السجود ) رواه مسلم ( 489 ) .
ومعلوم أن السجود في نفسه أفضل من القيام , ولكن ذكر القيام أفضل , وهو القراءة , وتحقيق الأمر : أن الأفضل في الصلاة أن تكون معتدلة ، فإذا أطال القيام ، يطيل الركوع والسجود , كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل , كما رواه حذيفة وغيره ، وهكذا كانت صلاته الفريضة , وصلاة الكسوف , وغيرهما : كانت صلاته معتدلة , فإن فضَّل مفضِّل إطالة القيام والركوع والسجود مع تقليل الركعات ، وتخفيف القيام والركوع والسجود مع تكثير الركعات : فهذان متقاربان ، وقد يكون هذا أفضل في حال , كما أنه لما صلى الضحى يوم الفتح صلَّى ثماني ركعات يخففهن , ولم يقتصر على ركعتين طويلتين ، وكما فعل الصحابة في قيام رمضان لما شق على المأمومين إطالة القيام ” .
انتهى ” الفتاوى الكبرى ” ( 2 / 252 ) ، وينظر أيضا تفصيلا مهما في “مجموع الفتاوى” (23/69-83) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android