قول بعض الناس : من حج فليترك المجال لغيره!
السؤال: 41977
تتوق النفس للحج ولكن نسمع كلمات من الناس لا ندري أهي صحيحة أم لا ؟
يقولون : من حج فليترك المجال لغيره ، فهل هذا القول صحيح ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
” هذا القول ليس بصحيح ، أعني القول بأن من حج فرضه ليترك المجال
لغيره ، لأن النصوص دالة على فضيلة الحج ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال : ( تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ
الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ
وَالْفِضَّةِ ) .
والإنسان العاقل يمكن أن يذهب إلى الحج ولا يؤذي ولا يتأذى إذا
كان يعامل الناس بالرفق ، فإذا وجد مجالاً فسيحاً فعل ما يقدر عليه من الطاعة ،
وإذا كان المكان ضيقاً عامل نفسه وغيره بما يقتضيه هذا الضيق ، ولهذا كان النبي صلى
الله عليه وسلم حين دفع من عرفة يأمر الناس بالسكينة ، وشنق لناقته الزمام يعنى
جذبه حتى لا تسرع ، لكنه إذا وجد فجوة نَصَّ . قال العلماء : يعني إذا وجد متسعاً
أسرع ، فدل هذا على أن الحاج ينبغي له أن يتعامل مع الحالة التي هو عليها ، فإذا
وجد الضيق فليتأن في مشيه ، وليرفق بالناس ، وبهذا لا يتأذى ولا يؤذي ، فهذا الذي
نراه في هذه المسألة ، يحج ويستعين الله تعالى على الحج ، ويقوم بما يلزمه من
واجبات ، ويحرص على أن لا يؤذي أحداً ، ولا يتأذى بقدر المستطاع . ولو فرض أن هناك
مصلحة أنفع من الحج مثل أن يكون بعض المسلمين محتاجاً إلى الدراهم للجهاد في سبيل
الله ، فالجهاد في سبيل الله أفضل من الحج النافلة ، وحينئذ يصرف هذه الدراهم إلى
المجاهدين ، أو كان هناك مسغبة يعني جوعاً شديداً على المسلمين ، فهنا صرف الدراهم
في إزالة المسغبة أفضل من الحج بها ” انتهى .
المصدر:
"فتاوى ابن عثيمين" (21/28، 29)
هل انتفعت بهذه الإجابة؟