تنزيل
0 / 0
2,39005/07/2023

لا يرغب بالجنة، ويريد أن يصير ترابا بعد نجاته من النار!

السؤال: 420850

أنا أعبد الله، وليس لدى ذرة شك فى وجوده، ولا فى قدرته، لكنى أعبده خوفا وتجنبا للنار فقط، أمنيتى الوحيدة إن نجانى الله من النار أن أصير ترابا، ونسيا منسيا. فهل مثل هذا الطلب جائز؟ وهى اعتقادات، وليست وساوسا، فقد ابتليت من قبل بوساوس الشك فى وجود الله، وكانت تنغص علي حياتى حتى دفعها الله عني، أما الآن فأنا أطمئن لهذه الاعتقادات، ولا أجد حرجا، ولا ضيقا من النطق بها، لذا أؤكد لكم أنها ليست وساوس.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا:

نسأل الله أن يثبتك على ما أنت عليه من الإيمان بوجود الله وعبوديته سبحانه.

ثانيًا:

عبادة الله خوفًا من مقامه، ورهبة من عذابه هو أحد مقامات الأنبياء، وأنت تعلم بلا شك أن معه مقاما مصاحبا له لا يقل منزلة عنه، وهو مقام رجاء رحمة الله ، والرغبة فيما أعده للطائعين من النعيم.

يقول سبحانه عن أنبيائه: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) الأنبياء/90.

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ تَقْضِيهِ لِي خَيْرًا). رواه ابن ماجه (3846)، وأحمد في المسند (25019) واللفظ له.

فهذا كما ترى خبر الله عن أنبيائه وهو سبحانه أعلم بما ينبغي أن يُعبد به، وأعلم بما يُحب من عباده أن يتقربوا إليه به من الأعمال.

وهذا، أيضا، كما ترى هو عملُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاؤه ، وهو أعلم الخلق بما ينبغي أن يُعبد به الله الذي أرسله.

ثالثًا:

الحمد لله الذي عافاك من وساوس الشك السابقة، نسأل الله أن يديم عافيتك منها.

ومما ينبغي أن يُعلم أن المعتقدات التي ترسخ في نفس الإنسان نوعان:

النوع الأول: معتقدات معرفية، وهي المبنية على علم ودليل، حتى لو أخطأ في فهم هذا العلم والدليل، كما يقع في غيره من الخطأ ، سواء في أخطاء الفقهاء ، أو حتى في أخطاء أهل البدع والأهواء؛ فهي ما دامت مبنية على علم: تُسمى معتقدات معرفية، ويُحكم عليها وعلى صاحبها بحسب القواعد الشرعية المفصلة في مناهج التعامل مع الأخطاء.

النوع الثاني: معتقدات غير معرفية، وهي التي يجدها الإنسان في نفسه، ويجد ميلًا لها، وراحة لدلالاتها، لكنها غير مؤسسة على قواعد النقل أو العقل، بل هي مصادمة لأصول العقل والنقل معا.

والحقيقة أن هذه المعتقدات غالبًا ما يكون لها طابع نفسي، فهي تختلف عن الوساوس بالدرجة، وليس بالنوع، فليس لها إلحاح الوساوس، وليس معها الضيق الذي يصاحب الوساوس، ولا تتسم بالطابع القهري الملح الذي يكون مع الوساوس، لكنها في الحقيقة تنتمي إلى عالم النفس، وما يحدث في داخلها من تغيُّرات عبر مسيرة التربية والحياة، فينتج عن تلك المسيرة احتياجات ومشاعر وأفكار تحتاج لتحليل دقيق لمنابعها؛ لكن المتفق عليه أنها ليست معارف مؤسسة على علم، وإنما هي نوع من الهوى الذي ينبغي أن يُحاكم للوحي.

فأنت ترى مثلًا: مَن رسخ داخله أن الناس أشرار، لا يكاد يستثني منهم أحدًا، ومن رسخ داخله أن الحياة كلها نكد لا فرح فيها، ومن رسخ داخله أن مشاريع التجارة مشاريع فشل، ومن رسخ داخله أن الموت خير له!!

خذ هذا الأخير نموذجا: هل هناك أي دليل معرفي على أن الموت خير له؟ أليس من الممكن أن يموت فيكون ميزان سيئاته أثقل، ولا يغفر الله له؟

أليس من الممكن أن له أحباء لو طالت به حياة لنفعهم وانتفع بهم؟

فمن أين أتى بأن الموت خير له؟ هل جرب الموت، فرآه خيرا له؟ هل جرب الموتَ أحدٌ من قبله، وعاد إليه، فقص عليه قصة الموت وما فيه، واكتشف أن هذه التجربة، خير من تجربة الحياة التي يحياها؟!

أتى به، أيها السائل الكريم؛ من المكان الذي تنبع منه الوساوس، نفسِه.

هذه كلها عند أصحابها معتقدات راسخة، ليست وساوس، ولا حرج عندهم من التصريح بها، رغم مصادمتها للأدلة الحسية، وقيامها على تعميمات جائرة، فكونها ليست وساوس بالمعنى الشائع للوساوس، واطمئنان أصحابها لها؛ لا يعني أنها حق، ولا يعني أنها ليست نابعة من ذات المنبع الذي تنبع منه الوساوس.

هذه الأفكار كلها تصورات رسخت داخلك، لكنك لن تجد أبدًا أنها قد بُنيت على نظر معرفي في الوحي، ولن تجد أبدًا أن لها أساسًا من العقل السليم، ستجدها نبتت في داخلك وتفرعت في وجدانك، وهذه سمة المعتقدات الناتجة عن عوارض نفسية.

وبعض ذلك يكون من كيد الشيطان؛ لما عجز أن يأتيك من باب الكفر بوجود ربك، أتاك من هذا الباب؛ ليحرمك التمتع بما أنعم الله على عباده الصالحين من النعيم المقيم.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ ، وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً .

فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ ؛ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ ، وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ .

وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ ؛ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ ، وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ ؛ فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ ؛ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنْ اللَّهِ ، فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ .

وَمَنْ وَجَدَ الْأُخْرَى ؛ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .

ثُمَّ قَرَأَ: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ). رواه الترمذي (2988).

ألست ترى، كيف تفعل هذه اللَّمة الشيطانية بقلب صاحبها، إنها تدعوه .. تحمله .. تجره … ؛ إلى التكذيب بالحق الثابت في نفس الأمر. وأي أمر، وأي حق فوق ما أخبر الله به عباده، خبرا صحيحا صريحا، بل أخبارا متواترة عن النعيم الأخروى، وأنه لا دار هناك، سوى الجنة … أو النار ؛ وهو لا يزال به، يريده أن يبحث عن خيار ثالث، ووهم لا وجود له … هناك؟!

ثالثًا: يقول الله عز وجل: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ آل عمران/7.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (2/6) : "يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات هن أم الكتاب، أي: بينات واضحات الدلالة، لا التباس فيها على أحد من الناس، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فمن ردّ ما اشتبه عليه إلى الواضح منه، وحكم محكمه على متشابهه عنده، فقد اهتدى. ومن عكس انعكس" انتهى.

والمسلم الصادق معرض أحيانًا لاشتباه باب من أبواب الدين عليه، سواء كان الاشتباه ناتجا عن نظر معرفي، أو عارض نفسي.

والواجب على المسلم حينها: هو أن يقرر، ويكرر، ويؤكد داخل نفسه: أنه مؤمن بالمحكمات، ويسأل الله سؤالًا صادقًا أن يفتح له طريق هداية، يزيل ريب التشابه من نفسه.

وما تجده في نفسك ووصفته من عدم الرغبة في نعيم الجنة، وبعض تفاصيل هذا النعيم، وكذلك رغبتك في أن تكون ترابًا إذا مت، كل ذلك هو نوع من اشتباه الحق، وأنت إذا فعلت فعل المؤمنين فلم تتبع هذا المتشابه، وإنما اعتصمت بالمحكم الثابت من كتاب الله وسنة رسول الله فقلت: اللهم إني أؤمن أن طريق عبادك من الأنبياء والصالحين هو أن يعبدوك رغبة ورهبة، فإني لا أرغب عن سنة أنبيائك إلى سنة غيرهم، اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار.

فإن هذا الإيمان أخي الكريم يحفظ عليك دينك حتى تلقى الله ربك.

وأكثر من ذكر الله جل جلاله، فما تحصن متحصن من نزغات الشيطان، ولماته، ووساوسه: بمثل ذكر الله تعالى؛ فداوم على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم واليقظة، وأذكار دخول الخلاء والخروج، وما أمكنك من الأذكار الموظفة على الأحوال والأوقات، واختر كتابا مناسبا يعينك على ذلك، مثل "حصن المسلم" ، و"الوابل الصيب".

عن الحَارِثِ الأَشْعَرِيّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا، وَيَأْمُرَ بني إسرائيل أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا … فَقَالَ:

إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ، وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ:

أَوَّلُهُنَّ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ، فَقَالَ: هَذِهِ دَارِي وَهَذَا عَمَلِي فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَيَّ، فَكَانَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يَرْضَى أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ؟

وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ.

وَآمُرُكُمْ بِالصِّيَامِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي عِصَابَةٍ مَعَهُ صُرَّةٌ فِيهَا مِسْكٌ، فَكُلُّهُمْ يَعْجَبُ أَوْ يُعْجِبُهُ رِيحُهَا، وَإِنَّ رِيحَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ.

وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ العَدُوُّ، فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ وَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ، فَقَالَ: أَنَا أَفْدِيهِ مِنْكُمْ بِالقَلِيلِ وَالكَثِيرِ، فَفَدَى نَفْسَهُ مِنْهُمْ.

وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا، حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ العَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ ) .

رواه الترمذي (2863)، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ". وصححه الألباني.

وليكن لك ورد دائم من كتاب الله جل جلاله، فهو منبع النور، وأصل الهداية، وراحة القلب، وطمأنينته، فأدم تلاوته، وافتح لهداياته أبواب قلبك، وعقلك، وكرر النظر فيه، وتدبره، وكن غاديا، رائحا في رياضه؛ واطلب منه الهدى والنور؛ واسأل الله جل جلاله ألا يحرمك بركته، وأن ينفعك به، ويشرح صدرك له.

وتعامل مع هذه الأفكار التي تأتيك كأنها ضيف ثقيل، لم تدعه لبيتك وإنما نزل بك فجأة، فأنت لا تأنس له وتدعوه للمكث، ولكنك لا تقاومه وتحاربه بالعنف من نفسك، والاستكراه لها، فإنك إن حاربتها قويت وتشبثت، ولكن تلطف في دفعه عنك بألين حيلة، وألطف سبيل، وافزع على الدوام إلى ذكر الله ودعائه وكرر دعاء نبيك: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار.

ولا تحتاج، الآن على الأقل، إلى أن تدخل نفسك في تفاصيل النعيم الأخروي، ما دمت لا تقوى على مثل ذلك، الآن، فدع التفكير فيه، أخذا وردا. ومتى صدقت الله في طلب الهدى من عنده، صدقك، وهداك، وردك إلى ما يحب سبحانه.

وأكثر من الدعاء بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم:

( كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: (اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ). رواه مسلم (770) من حديث عائشة، رضي الله عنها.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (294763). 

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android