0 / 0
4,45701/09/2022

هل تصح نسبة كتاب “العالم والمتعلم” للإمام أبي حنيفة؟

السؤال: 421991

ما مدى صحة نسبة كتاب “العالم والمتعلم” لأبي حنيفة؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نُسٍبَ كتاب العالم والمتعلم لأبي حنيفة، وقد نسبه إليه ابن النديم في “الفهرست” (ص251) ، وإسماعيل البغدادي في “هدية العارفين” (2/495) ، وحاجي خليفة في “كشف الظنون” (2/1437) .

وقد طبع الكتاب بتحقيق محمد زاهد الكوثري ، سنة (1368) هـ .

وذكر الكوثري في مقدمة التحقيق أن للكتاب ثلاثة أسانيد ، فقال :” أما كتاب “العالم والمتعلم” رواية أبي مقاتل عن أبي حنيفة فيرويه الموفق المكي في المناقب كتابة ، عن أبي حفص عمر بن محمد النسفي ، عن أبي علي الحسن بن عبد الملك النسفي ، عن جعفر بن محمد المستغفري النسفي ، عن أبي عمر ومحمد بن أحمد النسفي ، عن الإمام أبي محمد الحارثي البخاري ، عن محمد بن يزيد ، عن الحسن بن صالح ، عن أبي مقاتل عن أبي حنيفة .

(ح) وعن أبي حامد محمد بن أبي الربيع المازني المقرئ قراءة ، عن أبي العلاء حامد بن إدريس ، عن أبي المعين ميمون بن محمد النسفي ، عن أبي طاهر المهدي بن محمد الحسيني ، عن أبي يعقوب يوسف بن منصور السياري ، عن أبي الفضل أحمد بن علي السليماني البيكندي ، عن أبي سعيد حاتم بن عقيل الجوهري ، عن الفتح بن أبي علوان ومحمد بن يزيد ، قالا أنبأنا الحسن بن صالح ، عن أبي مقاتل ، عن أبي حنيفة .

(ح) وبعلو عن أبي حفص النسفي عن أبي يعقوب السياري بسنده .

وفي نسخة دار الكتب المصرية يرويه ابن قاضي العسكر أبو الحسن علي بن خليل الدمشقي ، عن أبي الحسن برهان الدين علي بن الحسن البلخي ، عن أبي المعين النسفي ، عن أبيه محمد النسفي ، عن عبد الكريم بن موسى البزدوي النسفي ، عن أبي منصور الماتريدي ، عن أبي بكر أحمد بن إسحاق الجوزجاني ، عن أبي سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني ، وعن محمد بن مقاتل الرازي ، وهما عن أبي مطيع الحكم بن عبد الله وأبي عصمة عصام بن يوسف البلخيين ، وهما عن أبي مقاتل حفص بن سلم السمرقندي عن الإمام أبي حنيفة “. اهـ

ونقل عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المروزي في “المنتخب من معجم شيوخه” (ص341) ، إسناده إلى الكتاب أيضا ، فقال :” كتاب العالم والمتعلم لأبي حنيفة رحمه الله ، قال: أبنا به أبو يعقوب يوسف بن منصور السياري الحافظ ، بقراءة والدي عليه ، ثنا أبو الفضل أحمد بن علي السليماني ، أبنا أبو سعيد حاتم بن عقيل المهتدي الجوهري ، ثنا الفتح بن أبي علوان ، وعمرو بن يزيد الكلاباذي ، قالا: ثنا الحسن بن صالح ، عن أبي مقاتل السمرقندي، عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت “. اهـ

وإسناد الكتاب يدور حول ” أبي مقاتل حفص بن سلم السمرقندي ” ، وهو متروك متهم بالوضع والكذب.

قال ابن حبان في “المجروحين” (1/256) :” كَانَ صَاحب تقشف وَعبادَة، وَلكنه يَأْتِي بالأشياء الْمُنكرَة الَّتِي يعلم من كتب الْحَدِيث أَنَّهُ لَيْسَ لَهَا أصل يرجع إِلَيْهِ ، سُئِلَ بن الْمُبَارك عَنْهُ فَقَالَ : خُذُوا عَن أَبِي مقَاتل عِبَادَته وحسبكم ، وَكَانَ قُتَيْبَة بْن سَعِيد يحمل عَلَيْهِ شَدِيدا ويضعفه بِمرَّة ، وَقَالَ كَانَ لَا يدْرِي مَا يحدث بِهِ وَكَانَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهْدي يكذبهُ “. اهـ

وقال الذهبي في “ديوان الضعفاء” (1050) :” واه “. اهـ

ونقل الذهبي في “ميزان الاعتدال” (2120) :” قال السليماني: حفص بن سلم الفزاري – صاحب كتاب ” العالم والمتعلم ” – في عداد من يضع الحديث “. اهـ

وقد نص كثير من المحققين أنَّ الكتاب لا تصح نسبته لأبي حنيفة رحمه الله .

وممن نصًّ على ذلك بروكلمان في “تاريخ الأدب العربي” (3/237) ، والشيخ محمد شاه أنور الكشميري في “فيض الباري” (1/134) ، والمعلمي اليماني في “الأنوار الكاشفة” (318).

ثم إن في الكتاب نصوصا تخالف ما روي عن أبي حنيفة في ذمه علم الكلام ، وغير ذلك ، مما يقوي أنه ليس من تصنيفه ، والله أعلم .

وهذا الذي رجحه الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه “أبو حنيفة ، حياته وعصره ، آراؤه وفقهه” ( ص26) .

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم (110360) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android