ما مدى صحة حديث: من قال في اليوم مائة مرة لا إله إلا الله الملك الحق المبين، لا يخاف في قبره، ويكون ممن يمسكون في حلق الجنة؟
هل حديث فضل (لا إله إلا الله الملك الحق المبين) صحيح؟
السؤال: 429139
ملخص الجواب
حديث (من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين في كل يوم مائة مرة، كان له أمانا من الفقر، ويؤمن من وحشة القبر، واستجلب به الغنى، واستقرع به باب الجنة) لا يصح. قال ابن حبان: فالحديث ليس بثابت عن مالك بن أنس رحمه الله تعالى. وقال ابن عبد البر: وهذا حديث غريب من حديث مالك، لا يصح عنه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذا الحديث لا يصح.
رواه أبو نعيم في "صفة الجنة" (185)، وغيره: عن الْفَضْل بْن غَانِمٍ، حدثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ , عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَ لَهُ أَمَانًا مِنَ الْفَقْرِ، وَيُؤْمَنُ مِنْ وَحْشَةِ الْقَبْرِ، وَاسْتُجْلِبَ بِهِ الْغِنَى، وَاسْتُقْرِعَ بِهِ بَابُ الْجَنَّةِ.
والفضل بن غانم، قد ضعّف.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" الفضل بن غانم الخزاعي، عن مالك. قال يحيى: ليس بشيء. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال الخطيب: ضعيف " انتهى من "ميزان الاعتدال" (3 / 357).
وتابعه سلم الخواص.
روى أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8 / 280) عن إِسْحَاق بْنِ رُزَيْقٍ، حدثنا سَالِمٌ الْخَوَّاصُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ كَانَ لَهُ أَنِيسًا فِي وَحْشَةِ الْقَبْرِ وَاسْتَجْلَبَ الْغِنَى وَاسْتَقْرَعَ بَابَ الْجَنَّةِ ".
وسلم بن ميمون الخواص، وهو من العبّاد، لكنه مضعّف في الرواية.
قال عنه ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى:
" سلم بن ميمون الخواص، رازي سكن الرملة: من العباد.
حدثنا محمد بن عوف الحمصي قال: كان سلم بن ميمون الخواص دفن كتبه، وكان يحدث من حفظه فيغلط.
سمعت أبي يقول: أدركت سلم بن ميمون ولم أكتب عنه، روى عن أبي خالد الاحمر حديثا منكرا شبه الموضوع " انتهى من "الجرح والتعديل" (4 / 267 – 268).
وقال ابن حبان رحمه الله تعالى:
" سلم بن ميمون الخواص من عباد أهل الشام وقرائهم، ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن حفظ الحديث وإتقانه، فربما ذكر الشيء بعد الشيء، ويقلبه توهما لا تعمدا؛ فبطل الاحتجاج بما يروي إذا لم يوافق الثقات" انتهى من "المجروحين" (1/345).
فالحديث ليس بثابت عن مالك بن أنس رحمه الله تعالى.
قال السخاوي رحمه الله تعالى:
" روى الخطيب والدارقطني في "الرواة عن مالك" لهما، وأبو علي بن دوما في "فوائده" والرافعي في "تاريخ قزوين" والصابوني في "الأربعين" له: كلهم من حديث الفضل بن غانم، عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي رفعه: (من قال في اليوم مائة مرة لا إله إلا الله الملك الحق المبين كان له أمان من الفقر) الحديث.
والفضل، قال الخطيب: إنه ضعيف. قال: وقد روي هذا الحديث عن مالك من وجوه عدة لا يثبت شيء منها، وكذا قال الدارقطني: كل من رواه عن مالك ضعيف، وهذا الحديث لا يصح، وممن رواه عن مالك سلم بن ميمون الخواص، والفضل بن العباس البغدادي، ومسلم بن المغيرة الأسدي، ويحيى بن يوسف الزهري، والله أعلم " انتهى من "الأجوبة المرضية" (1 / 337 – 338).
وقال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:
" وهذا حديث غريب من حديث مالك، لا يصح عنه. والله أعلم …
وهذا لا يرويه عن مالك من يوثق به، ولا هو معروف من حديثه." انتهى من "التمهيد" (6 / 54 – 55).
ولمزيد الفائدة، ينظر هذه الأجوبة: 21950، 101214، 259154، 399076، 135060، 125773.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة