هل كتب الشيخ ابن عثيمين “كتاب العلم” بنفسه أم أنه مأخوذ من محاضراته أو دروسه؟ هل صدر هذا الكتاب بإذنه أم لا؟ هل تم تأليفه بعد وفاته؟ هل يصح نسبته إليه؟
هل “كتاب العلم” ألفه الشيخ ابن عثيمين بنفسه؟
السؤال: 435723
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
“كتاب العلم” للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله له عدة طبعات ، منها: دار الثريا بالرياض، وهي الطبعة المعتمدة لدى مؤسسة الشيخ رحمه الله، تحقيق الشيخ فهد السليمان، وطبعة دار البصيرة بالإسكندرية – مصر ، وطبعة نور الهدى ، تحقيق : صلاح الدين محمود .
والكتاب ليس له مقدمة للشيخ رحمه الله ، ولا عليه توقيعه وإذنه للناشر بطباعة الكتاب ، ولم يكتب أحد ممن قاموا على نشر الكتاب وطباعته شيئا صريحا عن أصل هذا الكتاب وأن الشيخ قد راجعه بنفسه أم لا ؟ ولكن كتب في مقدمة “دار الثريا” تاريخ الطبعة الأولى ، وهو 1417 ه ، والشيخ رحمه الله توفي عام 1421 ه ، وهذا يعني أن الكتاب طبع في حياة الشيخ رحمه الله ، ولكن ليس في المقدمة التصريح بأن الشيخ قد راجع هذا الكتاب ، أو أذن بطباعته .
بل كتب في مقدمة إحدى طبعات الكتاب المعتمدة لدى مؤسسة الشيخ رحمه الله:
“أما بعد : فلقد كان من الأعمال الجليلة لصاحب الفضيلة العلامة شيخنا الوالد محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى سعيه الموفق في الحث على طلب العلوم الشرعية …
وفي هذا المقام تناول رحمه الله تعالى أثناء دروسه العلمية وشروحاته ومؤلفاته وفتاواه وخطبه ومحاضراته ولقاءاته العامة عدة موضوعات ذات صلة بالترغيب في طلب العلم وبيان فضله ومدارج طلبه وآداب طالبه ، والوسائل المعينة على امتلاك المعارف والفوائد بتوفيق الله عز وجل …
ثم وقع على هذه المقدمة :
القسم العلمي في مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية ، 22 شعبان 1442 ه ” انتهى .
فهذه المقدمة يؤخذ منها أن الكتاب لم يكتبه الشيخ رحمه الله بيده بهذا الترتيب ، وإنما هو مجموع من محاضرات ولقاءات وخطب ، وفتاوى الشيخ ، وهذا ظاهر لمن قرأ الكتاب .
فقد ختم الكتاب بثمان رسائل ، وبعض هذه الرسائل كانت محاضرة مستقلة للشيخ رحمه الله ، وطبعت منفردة ، ولكنها أضيفت إلى الكتاب مثل الرسالة الثانية : الخلاف بين العلماء – أسبابه وموقفنا منه .
ثانيا :
أما نسبة الكتاب إلى الشيخ رحمه الله ، فهي نسبة صحيحة بلا شك ، ويكفي للدلالة على ذلك أن الكتاب من إصدارات مؤسسة الشيخ رحمه الله ، ويحمل رقم (24) من سلسلة مؤلفات الشيخ.
وكون الكتاب محاضرات ولقاءات وفتاوى للشيخ ثم تجميعها ، لا ينفي صحة نسبة الكتاب إلى الشيخ ، ولا يقدح ذلك في الكتاب ، فكثير من مؤلفات الشيخ تم تأليفها بالطريقة ذاتها ، كالشرح الممتع ، والتفسير ، وشرح صحيح البخاري ، وشرح صحيح مسلم ، والتعليق على الكافي ، وشرح بلوغ المرام، وشرح العقيدة الواسطية ، وشرح كتاب التوحيد .. وغيرها كثير .
كل هذه الكتب كانت دروسا ألقاها الشيخ لطلابه في المسجد ثم جمعت وطبعت ، وبعضها قد راجعه الشيخ بنفسه ، والبعض الآخر قام بمراجعته بعض طلاب الشيخ .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب