كنت أريد أن أعرف ترجمة شاملة للراوي الحسن بن محمد بن أعين الحراني، وما معنى قول الإمام أبي حاتم الرازي فيه: أدركته، ولم أكتب عنه، هل هذا يعني أنه متروك؟
وهل نسخته التي رواها عن معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير المكي عن جابر رضي الله عنه كلها معلولة وضعيفة، مع العلم إن الإمام مسلم قد خرج في صحيحه عن سلمة بن شبيب النيسابوري عن الحسن بن أعين بهذا الإسناد ثمانية عشر حديثا؟
هل نسخة الحسن بن أعين، عن معقل، عن أبي الزبير عن جابر ضعيفة كلها؟
السؤال: 438808
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الحسن بن محمد بن أعين الحراني، هو:
“ الحسن بن محمد بن أعين الحراني، أبو علي القرشي، مولى أم عبد الملك بنت محمد بن مروان، وقد ينسب إلى جده.
روى عن: عمه موسى بن أعين، ومعقل بن عبيد الله الجزري، وزهير بن معاوية، وفليح بن سليمان…
وعنه: الفضل بن يعقوب الرخامي، وأبو داود الحراني وسلمة بن شبيب …
قال أبو عروبة: مات سنة (210) ” انتهى من “تهذيب التهذيب” (1 / 413).
وقد ترك الكتابة عنه أبو حاتم رحمه الله تعالى.
قال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى:
“ الحسن بن محمد بن أعين الحراني، روى عن: زهير بن معاوية، ومعقل، وفليح. روى عنه: سلمة بن شبيب، سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: أدركته ولم أكتب عنه ” انتهى من “الجرح والتعديل” (3 / 35).
وترك الكتابة يشير إلى أنه لم يكن مرضيا عنده.
قال ابن أبي حاتم عند الكلام عن حديث من روايته:
” قال أبي: لم يزل في قلبي من حديث الحسن بن أعين، حتّى رأيت هذا الحديث ” انتهى. “العلل” (4/74).
والإمام أبو حاتم معدود في المتشددين من نقاد الرواة.
وقد أخرج له الإمام البخاري حديثا واحدا، وخرج له الإمام مسلم في مواضع عدة.
وذكره ابن حبان في “الثقات” (8 /171).
وقال الإمام النسائي رحمه الله تعالى:
” أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ -وَهُوَ ابْنُ أَعْيَنَ ثِقَةٌ – … ” انتهى من “السنن الكبرى” (4/437).
ووثقه الذهبي في “الكاشف” (1/329).
ولخص حاله الحافظ ابن حجر بأنه:” صدوق” كما في “التقريب” (ص 163).
ويروي نسخة عن معقل بن عبيد الله ،عن أبي الزبير، عن جابر، ورواها غيره.
قال ابن عدي رحمه الله تعالى:
” ولمعقل هذا، عن أبي الزّبير عن جابر: نسخة يرويها عنه الحسن بن محمد بن أعين، عن معقل.
حدّثنا أبو عروبة عن سليمان بن شبيب، ومحمد بن معدان عن الحسن بن مُحَمد بْن أعين بهذه النسخة، وحدثناه أَبو عقيل بعلو من هذه النسخة، بأحاديث عن سعيد بن حفص عن معقل.
ومعقل هذا هو حسن الحديث، ولم أجد في أحاديثه حديثا منكرا فأذكره، إلاّ حسب ما وجدت في حديث غيره، ممن يصدق في غلط حديث، أو حديثين ” انتهى من “الكامل” (8 / 212 – 213).
وقد أُعلت هذه النسخة بمعقل بن عبيد الله.
قال ابن رجب في “شرح العلل” تحت مبحث: ” قوم ثقات في أنفسهم، لكن حديثهم عن بعض الشيوخ فيه ضعف، بخلاف حديثهم عن بقية شيوخهم “:
” ومنهم معقل بن عبيد الله الجزري، ثقة، كان أحمد يضعف حديثه عن أبي الزبير خاصة، ويقول: يشبه حديثه حديث ابن لهيعة.
ومن أراد حقيقة الوقوف على ذلك، فلينظر إلى أحاديثه عن أبي الزبير، فإنه يجدها عند ابن لهيعة، يرويها عن أبي الزبير كما يرويها معقل سواء ” انتهى من “شرح علل الترمذي” (2 / 793).
وهذا البحث: إنما هو نظر في علة هذا الإسناد المذكور، وحال رواته.
ولا يلزم من ذلك نكارة متونها، هكذا بالإطلاق، وإنما لكل حديث منها بحث خاص بالنظر إلى متابعاته وشواهده.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب