هل ثبتت زيادة: ( يُحيي ويُميتُ ) في التهليل في أذكار الصباح والمساء؟

التهليل في أذكار الصباح والمساء ورد على صفتين :

الأولى : مائة مرة، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ ).

وهذا الذكر أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (1 / 209): عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

ومن طريقه أخرجه عدد من الأئمة.

رواه البخاري (3293) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ.

و(6403)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ.

ومسلم (2691)، عن يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ.

وابن ماجه (3798) عن زَيْد بْن الْحُبَابِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ به.

والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (25)، قال: أخبرنَا قُتَيْبَة بن سعيد عَن مَالك.

وابن حبان "الإحسان" (849)، قال: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ.

بدون زيادة لفظ: ( يُحْيِي وَيُمِيت ).

قال ابن حجر رحمه الله تعالى:

"قوله: ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) هكذا في أكثر الروايات، وورد في ‌بعضها ‌زيادة: ‌( يحيي ويميت ) " انتهى. "فتح الباري" (11/ 201).

الثانية : ورد بعدد عشر مرات، من حديث أبي هريرة ، وأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهما .

روى الإمام أحمد في "المسند" (14/ 336)، قال: حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مَنْ قَالَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ حِينَ يُصْبِحُ، كُتِبَ لَهُ بِهَا مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهَا مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ عَدْلَ رَقَبَةٍ، وَحُفِظَ بِهَا يَوْمَئِذٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي، كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ ) وقال محققو المسند : إسناده صحيح على شرط الشيخين .

وكذا رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (26).

وعن أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: ( مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مِرَارٍ: كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ).

رواه البخاري (6404) ومسلم (2693) واللفظ له، من غير زيادة: ( ‌يُحْيِي ‌وَيُمِيتُ ).

وكذا رواه غيرهما كالإمام أحمد في "المسند" (38 / 555 – 556).

والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (120) و (113) وغيرها.

والطبراني في "المعجم الكبير" (4 / 165) رقم (4020)، وفي (4 / 166) رقم (4022).

ووردت هذه الزيادة في بعض الروايات .

رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 165) رقم (4021).

والمحفوظ في هذا الحديث: رواية الأكثر في هذا الذكر؛ أنه بدون هذه الزيادة.

وقد وردت هذه الزيادة في الذكر بعد صلاة الفجر والمغرب، وقد سبق بيان أن طرق هذا الخبر لا تخلو من مقال، وهذا في جواب السؤال رقم (175771).

فالحاصل؛ أن المحفوظ في التهليل في أذكار الصباح والمساء أنه بدون زيادة ( ‌يُحْيِي ‌وَيُمِيتُ ).

والله أعلم.