تنزيل
0 / 0
141904/06/2023

كتب في ذم حب الثناء والشهرة والظهور والسمعة

السؤال: 447849

أريد كتبا تتحدث عن الخمول وتجنب الذكر وذم حب الثناء والشهرة والظهور والسمعة وكيف أخرج الخلق من قلبي.. جزاكم الله خيراً

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا:

عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ذِئبانِ جائعانِ أُرْسِلا في غنَمٍ، بأفسدَ لَها من حِرصِ المَرءِ علَى المالِ والشَّرَفِ لدينِهِ) أخرجه أحمد(15794)، والترمذي (2376)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (5620).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "فَبَيَّنَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْحِرْصَ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ – فِي فَسَادِ الدِّينِ – : لَا يَنْقُصُ عَنْ فَسَادِ الذِّئْبَيْنِ الْجَائِعَيْنِ لِزَرِيبَةِ الْغَنَمِ ؛ وَذَلِكَ بَيِّنٌ ؛ فَإِنَّ الدِّينَ السَّلِيمَ لَا يَكُونُ فِيهِ هَذَا الْحِرْصُ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْقَلْبَ إذَا ذَاقَ حَلَاوَةَ عُبُودِيَّتِهِ لِلَّهِ وَمَحَبَّتِهِ ، لَهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى يُقَدِّمَهُ عَلَيْهِ ، وَبِذَلِكَ يُصْرَفُ عَنْ أَهْلِ الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ ، السُّوءُ وَالْفَحْشَاءُ" انتهى، من "مجموع الفتاوى" (10/215).

والحرص على المال والشرف يفسدان الدين من وجوه، منها:

1.    تضييع العمر الشريف في الذي لا قيمة له، بدلًا من الانتفاع به في اكتساب العلا والنعيم المقيم، بالعمل الصالح، والعلم النافع.

2.    أن حب الشهرة والشرف يؤدي إلى طلب مدح الناس بالحق والباطل، وعن مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِيَّاكُمْ وَالتَّمَادُحَ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ) رواه أحمد (16460)،  صححه الألباني في "صحيح الجامع" (2674) .

قال المناوي رحمه الله : "المدح يورث العجب والكبر وهو مهلك كالذبح فلذلك شبه به، قال الغزالي رحمه الله: فمن صنع بك معروفا: فإن كان ممن يحب الشكر والثناء فلا تمدحه؛ لأن قضاء حقه أن لا تقره على الظلم وطلبه للشكر ظلم، وإلا فأظهر شكره ليزداد رغبة في الخير" انتهى، من " فيض القدير" (3/167).

3- أن طلب الشرف إن كان بالولاية والسلطان والمال : فهو في الغالب يمنع خير الآخرة وشرفها وكرامتها، قال تعالى: تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادٗاۚ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ القصص/83.

4- أن طلب الشرف إن كان بالأمور الدينية، كالعلم والعمل والزهد، كان صاحبه داخلًا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعلَّم علمًا مما يبتغى به وجهَ اللهِ تعالى، لا يتعلَّمُه إلا ليُصيبَ به عرضًا من الدنيا لم يجِدْ عَرْفَ الجنةِ يومَ القيامةِ، يعني ريحَها) أخرجه أحمد(8438)، وأبو داود(3664)، وابن ماجه(252)، وابن حبان في "صحيحه" (78).

ثانيًا:

كما يخشى الإنسان على نفسه من طلب الشرف، ينبغي عليه أن يخشى على نفسه من ترك الخير وتعليم الناس خوفًا من أن يكون طالبًا للشرف، فالمذموم هو طلب الشرف والشهرة، أما إن حصلت الشهرة للإنسان دون قصد إليها، ولا عمل عليها: فلا يضره ذلك، وينبغي عليه حينئذ أن يسخرها في الخير.

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "إذا دار الأمر بين أن يلمع نفسه ويظهر نفسه ويبين نفسه، وبين أن يخفيها، فحينئذ يختار الخفاء.

أما إذا كان لابد من إظهار نفسه، فلابد أن يظهرها، وذلك عن طريق نشر علمه في الناس، وإقامة دروس العلم وحلقاته في كل مكان، وكذلك عن طريق الخطابة في يوم الجمعة والعيد وغير ذلك، فهذا مما يحبه الله عز وجل" انتهى، من "شرح رياض الصالحين" (ص629).

ثالثًا:

من الكتب التي ينصح بها في هذا الموضوع:

(1) كتاب: مفسدات القلوب، للشيخ محمد صالح المنجد، وهو مهم في طرق مداواة هذه الآفات.

(2) كتاب: الأتقياء الأخفياء، للشيخ سعيد عبد العظيم.

(3) كتاب: الشهرة بين فقه الشرع وفتنة العصر، لنور الدين الشلي، نشر مكتبة دار السلام.

(4)  كتاب: التواضع والخمول، لابن أبي الدنيا، وتوجد فيه بعض الأحاديث وأقوال السلف التي وردت بأسانيد ضعيفة، وطبعة دار الاعتصام نبه فيها المحققان على هذا الأمر، فيُحرص عليها.

(5) منزلة التواضع، من كتاب: مدارج السالكين، لابن قيم الجوزية.

(6) رسالة: "شرح حديث ما ذئبان جائعان" لابن رجب الحنبلي.

(7) الفصول المتعلقة بالعجب والرياء من كتاب: مختصر منهاج القاصدين، لابن قدامة المقدسي.

(8) ومن الكتب التي تتناول الموضوع من منظور نفسي، يخلو بالطبع من التصور الإسلامي، لكن قد يَنتفع به مَن وعى ما في الكتب السابقة؛ كتاب: قلق السعي إلى المكانة، تأليف: ألان دو بوتون.

ولمزيد من الفائدة، يرجى مراجعة الأجوبة التالية: (260962)، (118095)، (177655)، (353819 ).

والله أعلم.
 

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android