تنزيل
0 / 0
193011/06/2023

الرد على شبهات دوكنز بأن هناك اعضاء موجودة بطريقة خطأ

السؤال: 449642

أريد السؤال على من يزعم أن هناك أخطاء بأعضاء بالجسم؛ مثل العصب الرجعي، فيه أخطاء بأنه يلتف كل هذه اللفة، ويستطيع أن ينزل من مدخل ثان، ويكون طبيعيا؛ لأن هناك فيديو لدوكينز يشرح زرافة، ويقول: هذه الافتراضيات أنها خطأ خلقي، والعياذ بالله، وأيضأ في الزائدة الدودية.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا:

لقد خلق الله الإنسان خلقًا عظيم القدر والتصميم، يقول تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) التين/4.

وهذا نص محكم، مؤيد بآلاف الأبحاث العلمية التي أفاضت في بيان عظمة التصميم الإلهي للجسد الإنساني.

ووقوف العلم عاجزًا أو مستشكلًا أمام مسألة أو مسألتين في التصميم الإنساني، لا ينبغي أن يعود على هذا الأصل المحكم بالإبطال أو التشكيك، بل نصدق بمحكم ما أخبرنا الله وشاهدنا تصديقه في آلاف المسائل، ويظل المجال مفتوحًا حتى يقف البحث العلمي على ما يكشف له ما استبهم عليه من عظيم خلق الله، وهذه قاعدة عامة فيما يشكل على الإنسان في هذا الباب وغيره.

ثانيًا:

بخصوص العصب الحائر فنلخص الجواب عنه في النقاط التالية:

1- شرح شبهة دوكينز:

 هناك فرع من العصب الحائر vagus nerve النازل من المخ إلى الأسفل يسمى بعصب الحنجرة الراجع (بفرعيه اليمين واليسار) Recurrent laryngeal Nerve ويُطلق عليه اختصارا RLN، يزعم التطوريون دوكينز وغيره، أنه لا وظيفة له عند صدوره من المخ إلا فقط الوصول للحنجرة، وبالتالي يعترضون كيف أنه ينزل ليلتف أولا حول الشريان الأبهر في الصدر عند القلب، ثم يرجع إلى الحنجرة في الثدييات؟ حيث يقولون إنه خطأ (واضح) في التصميم -كما يزعمون- وذلك لأن نزوله للقلب ثم رجوعه للحنجرة هو أطول بسبع مرات من الوصول المباشر للحنجرة – وعلى الأخص في الزرافة، لطول المسافة بين المخ والقلب والتي قد تصل لـ 3 متر- في حين كان ممكن أن يتصل مباشرة بالحنجرة في أعلى الرقبة.

 فهذا يدل –عندهم- على التطور الأعمى وغير الحكيم، ولا يدل على المصمم الذكي أو (الخالق)!

2- الرد على الشبهة مستفادًا من دراسة على موقع: (الباحثون المسلمون):

1) عصب الحنجرة الراجع هو فرع من العصب الحائر (أو المبهم وهو أطول عصب عضلي حسي نازل أصلا من المخ، وصولا إلى الرئة والمعدة) ليس وظيفة فرعه العصب الحنجري الراجع فقط الوصول للحنجرة، كما يدلس دوكينز وغيره على الناس وعلى غير المتخصصين، بل يغذي ذلك العصب كلا من القلب والمريء والقصبة الهوائية قبل أن يصل إلى الحنجرة.

2) يوجد أصلا عصب يصل من المخ إلى الحنجرة مباشرة غير هذا العصب الحنجري صاحب الشبهة، ألا وهو العصب الحنجري العلوي Superior Laryngeal Nerve والذي يُطلق عليه اختصارا SLN – وبذلك تنهدم الشبهة أصلا.

3) فكرة أن لا يسلك العصب (أقصر طريق) قبل أن يصل لمحطته النهائية بسبب تعدد مهامه وحكمة التقدير الدقيق لوظيفته: ليست مختصة فقط بالعصب الحنجري الراجع، فهناك مثلا العصب البصري والذي لا يأخذ أقصر طريق للفص القذالي occipital lobe في الدماغ (وهو بقرب مؤخرة الرأس) ولكنه بدلا من ذلك يعبر التصالبة البصرية optic chiasm (حيث يتقاطع المساران على شكل حرف X) – وكذلك معروف أيضا أن أعصاب النصف الأيمن من الدماغ ما عدا الفروع اليمنى واليسرى الأمامية للعصب الوجهي facial nerve هي تذهب للنصف الأيسر من الجسم – وأعصاب النصف الأيسر تذهب للنصف الأيمن منه.

4) أن عكس هذا الوضع هو الذي يعد عيبًا أصلا، حيث قام العالم الأحيائي Wolf-Ekkehard Lِnnig من معهد بلانك لتربية النبات بنشر بحث بعنوان:

 "العصب الراجع في الزرافة: هل يثبت التطور؟"

 The Laryngeal Nerve of the Giraffe: Does it Prove Evolution?

 الرابط.

وقال فيه إن من 0.3 إلى 1 بالمئة من البشر: لديهم (عيب) في عصب الحنجرة الأيمن النازل حيث إنه قصير! ويسلك بالفعل طريقا مختصرا إلى الحنجرة ! وقال إن ذلك (عيب خلقي) يعرف بـ: عصب الحنجرة اللادوراني Non-Recurrent' Laryngeal Nerve

وفي هذه الحالة: فقط الجزء الأيمن من العصب هو الذي يتأثر غالبا، ويصاحب ذلك تضخم في الشريان تحت الترقوة اليمنى من قوس الأبهر في جانبه الأيسر.

 المصدر: أشهر كتب في التشريح:

 Gray's Anatomy 2005, p. 644.; see also Uludag et al. 2009

فلماذا -وووفقا للانتخاب الطبيعي المزعوم-: لم يتم انتخاب وانتقاء هذه الحالات التي يسلك فيها العصب طريقا مختصرا للحنجرة كما يريد دوكينز وغيره، ويتم إقصاء الحالات الأخرى التي يُفترض أن الانتخاب الطبيعي المزعوم كان سيرى فيها طريقا أطول وأقل فائدة وهدرا للطاقة …؟

إذن الحقيقة: أن العكس هو الموجود (لأن قصر هذا العصب هو الذي يعد عيبا).

 يقول العالم الأحيائي Wolf-Ekkehard في ذلك:

"كل هذه الطفرات (أي التي تجعل مسار العصب قصيرا): تم اقصاؤها على الأقل: بسبب غير ملاءمتها والآثار غير المواتية على النمط الظاهري للأفراد المتضررين"

All these 'short-cut mutations' were regularly counter-selected due to at least some disadvantageous and unfavourable effects on the phenotype of the so affected individuals

5) وفي نفس السياق السابق ومن الرابط التالي بعنوان:

 " الاختلافات التشريحية للعصب الحنجري النازل اللادوراني"

 Anatomic variations of the non-recurrent inferior laryngeal nerve

 الرابط.

نقرأ في التوصيف :

 "العصب الحنجري غير الملتف (اللادوراني) هو حالة نادرة بنسبة 0.5 الى 0.6 % في الجهة اليمنى .. وتعتبر نادرة جدا بنسبة 0.004% في الجهة اليسرى .. والتي قد تزيد من الخطورة في إتلاف هذا العصب أثناء الجراحة .. وفي هذه الحالة فقط : الجزء الأيمن هو الذي يتأثر ويصاحب ذلك تضخم في الشريان تحت الترقوة اليمنى من قوس الأبهر في جانبه الأيسر".

The non-recurrent inferior laryngeal nerve (NIRLN) is a rare anomaly (0.5–0.6% on the right side, extremely rare on the left side (0.004%)), which increases the risk of damage to the nerve during surgery. The right NRILN is ASSOCIATED with a right subclavian artery arising directly from the aortic arch. The left NRILN is associated with situs inversus.

إذن هو تكرار لنفس ما قرأناه في النقطة السابقة: والذي يؤكد على أن العصب بالصورة التي أرادها الملحد التطويري دوكينز في تمثيليته الهزلية: يُعد عيبا وخللا يستدعي علاجه.

6) أنه تم اكتشاف فائدة أخرى تتحدى عشوائية التطور الأعمى، وتثبت حكمة الخالق عز وجل في اتصال ولف هذا العصب الحنجري بالشريان الأبهر عند القلب: وذلك في مرحلة التكون الجنيني السادسة عشر؛ فالعصب الحنجري الراجع الأيسر: يلعب دورا محوريا في تكوين القناة الشريانية (ductus arteriosus) وهى عبارة عن شريان عضلي (muscular artery) فريد من نوعه، ووظيفته في تلك الفترة الهامة من تكون جنين الإنسان تحديدا، حيث يصل بين الشريان الرئوي والأورطي في الجنين أثناء وجوده في الرحم … وهو المسؤول عن انحراف الدم المؤكسج الآتي من الحبل السرى بعد أكسجته في المشيمة؛ فيأخذه بعيدا عن الرئة ليدخل إلى الأورطي مباشرة.  وذلك لأن الأجنة لا تتنفس عن طريق الرئة، بل عن طريق المشيمة من خلال الأكسجين المار بدم الأم.

فهل مثل هذه التفاصيل الدقيقة هي عرضة أصلا للتطور الأعمى العشوائي وتجربة الصواب والخطأ، لتختار الصدفة والانتخاب الطبيعي المزعوم من بينها؟!

أم إنها خلقت مرة واحدة مثلها مثل آلاف العلاقات في أجسام الكائنات الحية التي لا يتصور العاقل بأي منطق إلا أنها خلقت هكذا مباشرة وإلا مات الكائن؟!

 ونواصل: هذه القناة العضلية لها مواصفات خاصة لا تشبه أيا من شرايين الجسم؛ فهى تعتبر (شريان عضلي) غير مطاط، يسمح بمرور كمية ضخمة من الدم بين شريانين هما الأكبر فى جسم الإنسان.

 وأما السبب في ذلك؛ فهو العصب الخاص بموضوعنا هنا وهو الحنجري الراجع Ltrecurrent laryngeal nerve ؛ حيث يقوم هذا العصب -وبالتفافاته التي سخر منها داكينز- بالشد على تلك القناة خلال التفافه حولها، ويؤهله لذلك طبيعته الخاصة من محتواه من الأنسجة الليفية fibrous tissues أكثر من باقي الأعصاب الأخرى، وهو ما يمكنه من لعب هذا الدور الفريد وحده فى تكوين الجهاز الدوري في الأجنة.

 المصدر:

 grays anatomy الطبعة 39 صفحة 30

وإليكم النص باللغة الإنجليزية :

 However, just to refer to one possible substantial function of the Nervus laryngeus recurrens sinister during embryogenesis: "The vagus nerve in the stage 16 embryo is very large in relation to the aortic arch system. The recurrent laryngeal nerve has a greater proportion of connective tissue than other nerves, making it more resistant to stretch. It has been suggested that tension applied by the left recurrent laryngeal nerve as it wraps around the ductus arteriosus could provide a means of support that would permit the ductus to develop as a muscular artery, rather than an elastic artery"

 المصدر:

 Gray's Anatomy, 39th edition 2005, p. 30

7) أن ذلك العصب يوفر تغذية عصبية ثنائية للحنجرة، بحيث لو انقطع أحد العصبين السفلي الراجع أو العلوى تظل الوظيفة محفوظة ولا يتسبب هذا الانقطاع بفشل كامل للحنجرة.

وبهذا يظهر تماما وهاء هذه الشبهة وخلوها من الأساس العلمي.

ثالثًا:

فيما يتعلق بالزائدة الدودية، فقد نشأت هذه الشبهة من كلام قديم لدارون اعتبر فيه هذا الجزء من جسد الإنسان بقايا عملية تطورية وليس له فائدة، وهذا الكلام هو ما تم إبطاله بدراسات علمية غربية حديثة وخلاصتها: أن من فوائد هذا الجزء من جسد الإنسان أنه مخزن للبكتريا المفيدة التي تمنع الإمساك والإسهال، وتحافظ على استقرار الأمعاء الدقيقة والغليظة والحركة المنتظمة لها، وبالتالي لها دور كبير في منع بعض أنواع السرطانات التي يُسببها الإمساك.

 كما أنه قد ثبت علميًا أنها تمنع بعض حالات الجفاف وغيرها من تلك الآثار التي يسببها الإسهال المزمن.

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الزائدة الدودية تركيزًا عاليًا من الأنسجة اللمفاوية. يولّد هذا النسيج خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم الخلايا الليمفاوية التي تساعد على زيادة استجابات الجهاز المناعي للجراثيم الغازية، مما يشير إلى أن الزائدة الدودية قد تساعد في تكوين هذه الخلايا المناعية وتوجيهها وتدريبها.

وهي جزء فاعل في فلترة الطعام الزائد وفضلات الهضم، قبل مرورها إلى الأمعاء الغليظة، مما يحمي الأمعاء الغليظة من كثير من المواد والأجسام الضارة التي ربما تمر إليها وتسبب المتاعب.

ولها أيضًا بعض الفوائد الأخرى يمكن الوقوف عليها بالرجوع للمصادر التالية:

هنا، وهنا.

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android