0 / 0

هل حديث ( تخيروا لنطفكم واجتنبوا هذا السواد ) صحيح؟

السؤال: 466710

ما مدى صحة الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تخيروا لنطفكم، وإياكم وهذا السواد فإنه لون مشوه)، فهل هذا الحديث صحيح، أم موضوع؟ وهل له طريق آخر غير أنس والزهري، أم هو حديث غريب؟

ملخص الجواب

هذا الحديث لا يصح، وكذا كل أحاديث ذم الحبشة والسودان لا يصح منها شيء

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الخبر رواه الدارقطني في "السنن" (4/457)، قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ مَاهَانَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، حدثنا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: انْكِحُوا إِلَى الْأَكْفَاءِ وَأَنْكِحُوهُمْ وَاخْتَارُوا لِنُطَفِكُمْ، ‌وَإِيَّاكُمْ ‌وَالزَّنْجَ فَإِنَّهُ خَلْقٌ مُشَوَّهٌ.

وهذا إسناد لا يصح.

قال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى:

" وقلت لأبي: ورواه أبو أميّة بن يعلى ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشَة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَنْكِحُوا الأَكْفَاءَ، وَاختَارُوا لِنُطَفِكُمْ، الحديث؟

قال أَبي: هذا حديث باطل، لا يحتمل هشام بن عروة هذا.

قلت: فممّن هو؟

قال: من راويه.

قلت: ما حال أبي أميّة بن يعلى؟

قال: ضعيف الحديث " انتهى من "العلل" (3/721).

وقال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:

" وهذا الحديث منكر باطل لا أصل له، رواه داود بن المحبر، عن أبي أمية بن يعلى الثقفي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

وداود هذا، وأبو أمية بن يعلى الثقفي متروكان، والحديث ضعيف منكر " انتهى من "التمهيد" (12/127).

ورواه الجصاص في "أحكام القرآن" (3/125)، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنُ جَابِرٍ السَّقَطِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ هَرِمٍ السدوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْكِحُوا الْأَكْفَاءَ وَأَنْكَحُوهُنَّ وَاخْتَارُوا لِنُطَفِكُمْ وَإِيَّاكُمْ وَالزِّنْجَ فَإِنَّهُ خَلْقٌ مُشَوَّهٌ.

وهذا في إسناده سقط بين عقبة وهشام، وهو أبو أمية وهو ضعيف كما في السند السابق.

ورواه ابن حبان في "المجروحين" (2/298 – 299): عن مُحَمَّد بْن مَرْوَانَ السُّدِّيّ، عَنْ هِشَام بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: زَوِّجُوا الْأَكُفَّاءَ، وَتَزَوَّجُوا إِلَيهِمْ، وَأخْتَارُوا لِنُطَفِكُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَالزِّنْجَ، فَإِنَّهُ خَلْقٌ مُشَوَّهٌ.

وهو ضعيف لضعف السدي الشديد.

قال ابن حبان رحمه الله تعالى:

" محمد بن مروان السدي: من أهل الكوفة، يروي عن الكلبي وداود بن أبي هند، روى عنه العراقيون، كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا تحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار، ولا الاحتجاج به بحال من الأحوال " انتهى من "المجروحين" (2/299).

وقال الذهبي رحمه الله تعالى:

" محمّد بن مروان ‌السّديّ الكوفي عن هشام بن عروة: تركوه، واتهم " انتهى من "المغني" (2/631).

ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/ 369 – 370): عن الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ هِشَامٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا فِي الْأَكْفَاءِ، ‌وَإِيَّاكُمْ ‌وَالزِّنْجَ؛ فَإِنَّهُ خَلْقٌ مُشَوَّهٌ.

وفي سنده الهيثم بن عدي، وهو متهم بالكذب.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

" الهيثم ‌بن ‌عدي الطّائي أبو عبد الرّحمن الأخباري، عن: هشَام ابن عروة، ونحوه: تركوه. وقال أبو داود السجستاني: كذّاب " انتهى من "المغني" (2/717).

ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/ 377)، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك، حدثنى عبد العظيم ابن إبراهيم السالمي، حدثنا عبد الملك بن يحيى، حدثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: تخيروا لنطفكم واجتنبوا هذا السواد فإنه لون مشوه.

ثم قال أبو نعيم: " غريب من حديث زياد والزهري، لم نكتبه إلا من هذا الوجه " انتهى.

فهذا إسناد ضعيف لا يصح.

قال المعلمي رحمه الله تعالى:

"فيه مجهولان: أحدهما: نقل في "اللسان" أن ابن حبان ذكره في "الثقات"، وقال: "يغرب"، وإذا كان يغرب مع جهالته وإقلاله فهو تالف". انتهى من "الفوائد المجموعة" (ص 358).

وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

" وإسناده مظلم، فإن من دون ابن عيينة لم أجد لهم ترجمة، غير عبد العظيم هذا فأورده الحافظ في " اللسان " وقال: " يغرب، من ثقات ابن حبان " انتهى من "سلسلة الأحاديث الضعيفة " (2 / 160).

فالخلاصة: أن هذا الخبر لا يصح.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" أحاديث ‌ذمّ ‌الحبشة والسودان كلها كذب، كحديث: " الزنجي إذا شَبع زنى، وإذا جاع سرق ".

وحديث: " إياكم والزنج؛ فإنه خَلق مُشوّه "… " انتهى من "المنار المنيف" (ص90).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android