والدها متعلق بها تعلقاً محرَّماً فماذا تفعل ؟
السؤال: 46886
أنا فتاة عمري 19 سنة ووالدي منجذب لي جنسيّاً ، حاول إغوائي مرة وواجهته ولكنه لا زال يفعل ، أخبرت والدتي ولكنها تصرفت وكأنها لا تدري عن الموضوع مع أنه لدي شعور بأنها تدري ، أظن بأنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً لأننا نعيش في بلد غربي ، وهو بلد جديد بالنسبة لنا ونعتمد ماليّاً على والدي ونريده بجانبنا .
أرجو أن تخبرني بطريقة التصرف مع والدي ، وكيف أعامله ، وهل أمتنع عن الكلام معه تماماً ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
إنا لله وإنا إليه راجعون ، هذا – والله – من المبكيات ، فهل
وصلت الحال بأن تنتكس الفطرة وتتلوث بالسوء من الوالد تجاه ابنته ؟!
وهذا الوالد لا شك أنه مريض بانحراف نفسي وجنسي ، وهو يحتاج
للعلاج المكثف والسريع لقلبه وعقله ونفسه وجوارحه .
أما أنتِ فعليكِ أن تتخذي من التدابير ما يصعب على والدكِ فرصة
أن يجد وقتا أو إمكانية للإغواء والتحرش ، فلا تكوني وحدكِ معه في البيت ، وأغلقي
الباب عندما تكونين في غرفتك ، ولا تسمحي له بالدخول عليكِ وحده ، وهذا كله سيقلل
من فرص التحرش ، أما وقف هذه الممارسة بالكلية : فلن يكون إلا بعلاج الأب أو فضحه ،
وعليكِ أن تستعدي لما يترتب على فضحه وكشف أمره من آثار عليكِ وعلى
الأسرة كاملة ، لكن هذا خير من بقاء الأمر على ما هو عليه الآن .
وهذه الأفعال القبيحة من الآباء لا شك أن لها أسباباً ، ولا
يمكن لأحدٍ أن يعالج مشكلة دون أن يقف على الأسباب ويعالجها ، وهذه الأسباب بعضها
يرجع للأب وبعضها الآخر من البنت نفسها ، وأسباب أخرى تعود للبيئة المكانية
والزمانية .
ومن الأسباب التي تؤدي إلى هذا الانحراف الخطير :
1. ضعف الإيمان ، وقلة الخوف من الله ، وانعدام مراقبة الله .
2. الإدمان على الخمور والمخدرات .
3. مرض عقلي أو نفسي .
4. مشاهدة المثيرات الجنسية في القنوات الفضائية ، ورؤية الصور
الإباحية .
5. الفراغ والبطالة .
6. التساهل في اللباس ، فكثير من البنات يلبسن الضيق والقصير
أمام آبائهن وأشقائهن ، وفي ذلك مخالفة للشرع بيِّنة ، وفيها استثارة لقبائح
الشهوات الكامنة في النفوس المريضة والتي تستثيرها من قبلُ القنوات الفضائية والصور
الإباحية .
7. التساهل في بعض الأفعال ، مثل التقبيل من الفم ، أو المماسة
المثيرة ، أو النوم على سرير واحد أو في لحاف واحد مع أبيها أو أخيها ، وهو مخالف
للشرع – أيضاً – ومثير لكوامن الشر .
وإذا أردنا العلاج لمثل هذه الأفعال المخالفة للفطرة والشرع ،
فينبغي القضاء على تلك الأسباب التي تؤدي لمثل هذه الانتكاسات ، ويكون ذلك بـ :
1. العمل على نشر الفضيلة والأخلاق بين أفراد الأسرة ، وتقوية
جانب الإيمان بالله ومراقبته والخوف منه ، وذلك بالحفاظ على الصلاة والطاعات ،
والابتعاد عن المنهيات ومساوئ الأخلاق .
2. الابتعاد بالكلية عن رؤية وسماع وقراءة المثيرات من البرامج
والقصص .
3. الابتعاد عن صحبة السوء ، والتي لا تدل أصحابها إلا على الشر
والسوء .
4. ابتعاد البنت عن اللباس المخالف للشرع ، كلبس الضيق والقصير
والشفاف ، والابتعاد عن المماسة المثيرة والتقبيل من الفم .
5. الحرص على المسكن الواسع والذي لا تكون فيه البنت مع والدها
أو أشقائها في غرفة واحدة أو في لحاف واحد .
6. ينبغي للأم أن يكون له دورها في مثل هذه المشاكل وذلك بعدم
الغفلة وعدم التساهل مع ما تراه أو تسمعه مما يخالف الشرع وعليها أن تكون متيقظة من أول الأمر ، فلا تسمح لابنتها
في التساهل ، ولا لزوجها في أن يفعل ما يشاء .
7. وينبغي إعلام الأقرباء الحكماء بمثل هذه الأفعال لوضع الأمور
في نصابها ، فإن لم ينفع هذا مع الأب فيجب عليكم تقديم شكوى للقضاء الشرعي والجهات
الأمنية لكف شرِّه عنكم .
8. وعلى أختنا السائلة أن تتشدد في الأمر ولا تتراخى في علاجه ،
وننصحها بالدعاء ولتتحرَّ أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل أن يهدي والدكِ وأن
يكف شرَّه عنكِ .
9. ويحرم عليكِ التساهل مع أفعال والدك ويجب عليك دفعه بكل ما
أوتيتِ من قوة ، وارفعي صوتك في طلب المساعدة ، ولو أدى هذا إلى فضيحته أو سجنه .
10. فإن لم تنفع تلك الحلول فلا ننصحكِ بالبقاء في البيت ،
وننصحك بالسكن مع أخوات مستقيمات أو مع أقربائكِ ممن تتوفر عندهم الظروف الشرعيَّة
لسكنك معهم .
ونسألك الله تعالى أن يفرج كربكِ ، وأن يزيل همَّك ، وأن يهدي
والدكِ ، ويكف شره عنكم .
والله الموفق .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟