ما هي القصة الحقيقية للنبي إيليا؟
ما هي القصة الحقيقية للنبي إيليا؟
السؤال: 507700
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
قد ورد عند أهل الكتاب أن النبي إيليا أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل لما عبدت طائفة منهم صنما يدعى بعلا، فنهاهم عن هذا الشرك.
فعلى هذا فإيليا هو نبي الله تعالى الوارد في الوحي باسم إلياس عليه السلام.
قال الله تعالى:
( وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ، إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ ، أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ، اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ، فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ، إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ، وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ، سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ، إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ، إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ) الصافات/123 – 132.
قال الواحدي رحمه الله تعالى:
” أكثر أهل التفسير على أن إلياس نبي من أنبياء بني إسرائيل، وقصته مشهورة مع قومه ” انتهى. “التفسير البسيط” (19/96).
ولم يبسط الوحي تفاصيل قصته، وما يسوقه أهل التاريخ والتفسير من تفاصيل فهي مما سُمع من أهل الكتاب.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
” قال علماء النسب: هو إلياس بن تشبين. ويقال: ابن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون. وقيل: إلياس بن العازر بن العيزار بن هارون بن عمران.
قالوا: وكان إرساله إلى أهل بعلَبَك غربي دمشق، فدعاهم إلى الله عز وجل، وأن يتركوا عبادة صنم لهم كانوا يسمونه: بَعلا. وقيل: كانت امرأة اسمها: بعل، والأول أصح. ولهذا قال لهم: ( إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ ، أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ، اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ) فكذّبوه، وخالفوه، وأرادوا قتله، فيقال: إنه هرب منهم، واختفى عنهم ” انتهى. “البداية والنهاية” (2/148).
وقد ساق الطبري في تاريخه (1 / 461 – 464) خبرا طويلا ويظهر أنه من أخبار أهل الكتاب في تفصيل دعوته لقومه، وأنه عقبه بعد ذهابه واختفاءه اليسع عليه السلام.
فالظاهر أن إيليا عند أهل الكتاب هو نبي الله إلياس عليه السلام، ولم يبسط الوحي قصته، وإنما أشار فقط إلى أنه إرسل إلى قومه لينهاهم عن عبادة صنم يسمى بعلا، وأنهم كذبوه.
وهذا وإن كان هو الظاهر؛ فليس عندنا نص شرعي نجزم بناء عليه: أن هذا هو حقيقة الأمر.
ثم إنه ليس لدينا خبر عن المعصوم بشيء من تفاصيل سيرته؛ وإنما غاية ما في الأمر: أخبار وتواريخ. وليس في العلم بتفاصيل ذلك منفعة في دين ولا دنيا، ولا في الجهل به مضرة في شيء من ذلك.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب