هل الفاطر، المنتقم، أسماء صحيحة لله تعالى؟
هل الفاطر، والمنتقم، من أسماء الله تعالى؟
السؤال: 516634
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
الفاطر ورد في الكتاب والسنة مقيدا، قال الله تعالى: (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ) الأنعام/14، وقال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فاطر/1
وروى أبو داود (767)، والنسائي (1625)، والترمذي (3420) وابن ماجه (1357) عن عَائِشَةَ قَالَتْ: “كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ (اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ أَنْتَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
وقد عدّه جماعة من أهل العلم من أسماء الله تعالى.
قال الدكتور محمد بن خليفة التميمي:
“ورد في طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان.
وفي جمع: 1- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطابيِّ. 4- ابن منده. 5- الحليميِّ. 6- البَيْهَقيِّ. 7- الأصبهانيِّ. 8- ابنِ العربيِّ. 9- القُرطُبيِّ. 10- ابنِ الوزير. 11- ابنِ حجر. 12- الحمود. 13- الشرباصيِّ. 14- نور الحسن خان” انتهى من ” معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى” ص181
أي ورد اسم الفاطر في حديث أبي هريرة الوارد في عد أسماء الله الحسنى، من طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان، وقد رواه الحاكم والبيهقي في الاعتقاد، وفي الأسماء والصفات، وهي طريق ضعيفة كما بين الذهبي وابن حجر، وينظر: المصدر السابق، ص84
والأحسن ألا يطلق اسم “الفاطر” على الله جل جلاله، إلا مقيدا، كما ورد في الكتاب والسنة؛ فيقال: فاطر السموات والأرض، ويقرب منه: فاطر الخلق، ونحو ذلك.
وينظر للفائدة: “الأمد الأقصى” لأبي بكر ابن العربي (2/328-331).
ثانيا:
المنتقم، ورد مقيدا، في قوله تعالى: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) السجدة/ 22.
وورد في مواضع وصفه تعالى بأنه ذو انتقام، كما قال تعالى: (وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) آل عمران/4.
وقد عد جماعة من أهل العلم المنتقم من الأسماء الحسنى.
قال الدكتور محمد بن خليفة التميمي:
” ورد في طريق الوليد بن مسلم “عند الترمذي، والطبراني، وابن حبان، وابن خزيمة، والبيهقي، وابن منده.
وفي جمع: ا- الخطابي. 2- القرطبي. 3- ابن الوزير. 4- ابن حجر. 5- الشرباصي” انتهى من ” معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى” ص253
والراجح أنه ليس من الأسماء الحسنى؛ لوروده مقيدا غير مطلق.
قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية: “واسم المُنتقم ليس من أسماء الله الحسنى الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما جاء في القرآن مقيَّدًا، كقوله تعالى: إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ . وقوله: وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ .
والحديث الذي في عدد الأسماء الحسنى الذي يُذكَر فيه المُنتقمُ، ليس هو عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبي صلى الله عليه وسلم” انتهى من “مجموع الفتاوى” (8/96).
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ” هل من أسماء الله عز وجل “المنتقم”، “الهادي”؟
فأجاب: ” أما المنتقم فليس من أسماء الله؛ لأن الله تعالى لم يذكر هذا الوصف لنفسه إلا مقيدا، وكل وصف جاء مقيدا: فهو ليس من أسماء الله؛ لأن أسماء الله كمال على الإطلاق لا تحتاج إلى تقييد، والله سبحانه وتعالى إنما ذكر المنتقم في مقابلة الإجرام فقال: إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ وحينئذ لا يكون المنتقم من أسماء الله” انتهى من “مجموع الفتاوى” (1/ 162).
والحاصل:
أن : الفاطر والمنتقم ليست من الأسماء الحسنى، لورودها مقيدة.
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب