هل صحيح أن الله تعالى يقال له طاهر أو مطهر؟
هل الطاهر والمطهر من أسماء الله؟
السؤال: 516927
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الله تعالى هو القدوس، ومن معانيه: الطاهر عن كل دنس.
وليس من أسمائه الطاهر؛ لعدم وروده.
وأما المطهِّر، فعدّه بعضهم من أسمائه؛ لقوله تعالى: (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) آل عمران/55.
وينظر: معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى، للدكتور محمد بن خليفة التميمي، (ص248)
والصحيح: أن المطهِّر ليس من أسماء الله تعالى؛ لأنه وردا مقيدا، ولم يرد مطلقا.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ” هل من أسماء الله عز وجل “المنتقم”؟
فأجاب: ” أما المنتقم فليس من أسماء الله؛ لأن الله تعالى لم يذكر هذا الوصف لنفسه إلا مقيدا، وكل وصف جاء مقيدا فهو ليس من أسماء الله؛ لأن أسماء الله كمال على الإطلاق لا تحتاج إلى تقييد، والله سبحانه وتعالى إنما ذكر المنتقم في مقابلة الإجرام فقال: إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ وحينئذ لا يكون المنتقم من أسماء الله” انتهى من “مجموع الفتاوى” (1/ 162).
ولا حرج أن يقال: إن الله تعالى طاهر، مطهر لمن شاء من عباده، وهذا من باب الإخبار، وهو أوسع من باب الأسماء والصفات، إذ يجوز أن يخبر عن الله تعالى بكل معنى صحيح وإن لم يثبت كونه اسما.
قال ابن القيم رحمه الله: “ويجب أن تُعلم هنا أمور:
أحدها: أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته، كالشيء، والموجود، والقائم بنفسه، فإنه يُخبر به عنه، ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
الثاني: أن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص: لم تدخل بمطلقها في أسمائه، بل يطلق عليه منها كمالها، وهذا كالمريد والفاعل والصانع، فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه، ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق، بل هو الفعال لما يريد، فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة، ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله، فعلا وخبرا.
الثالث: أنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا: أن يشتق له منه اسم مطلق، كما غلط فيه بعض المتأخرين، فجعل من أسمائه الحسنى المُضل الفاتن الماكر، تعالى الله عن قوله؛ فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعال مخصوصة معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمائها …
السابع: أن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا، كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه.
فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع ” انتهى من “بدائع الفوائد” (1/ 170).
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب