هل كتاب (فتح القريب المجيب) معتمد عند الشافعية؟

كتاب "فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب" من الكتب المعتمدة في المذهب الشافعي، وقد اعتنى صاحبه فيه بفك عبارات "متن الغاية والتقريب" لأبي شجاع، وبيان المصطلحات الواردة فيه، وربما ذكر في بعض المواضع روايات المذهب القديم والجديد.

وقد قال مصنفه، رحمه الله، بعد خطبة الكتاب:

" وبعد؛ هذا كتاب في غاية الاختصار والتهذيب، وضعتُه على الكتاب المسمى بـ «التقريب» لينتفع به المحتاج من المبتدئين لفروع الشريعة والدين، وليكون وسيلةً لنجاتي يومَ الدين، ونفعًا لعباده المسلمين؛ إنه سميع دعاء عباده، وقريب مجيب، ومن قصده لا يخيب. ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: ١٨٦].

واعلم أنه يوجد في بعض نُسَخ هذا الكتاب في غير خطبته تسميته تارة بـ «التقريب»، وتارة بـ «غاية الاختصار»؛ فلذلك سميته باسمين: أحدهما «فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب»، والثاني «القول المختار في شرح غاية الاختصار»". انتهى.

وهو كتاب معتمد في التأصيل عند الشافعية، وقد كان مقررا دراسيا لطلاب المعاهد الأزهرية، وهو كذلك في كثير من المدارس والمعاهد الإسلامية.

وهذا الشرح عمدة عند المحققين، وسهل وميسَّر للمبتدئين، ومعتمد عند المتأخرين، في دروسهم الفقهية ومدارسهم ومعاهدهم وحلقات مساجدهم.

وقد اعتنى به علماء الشافعية المتأخرون ووضعوا له العديد من الشروح والحواشي، ومن أبرزها:

•    حواشٍ وشروحٌ على شرح ابن قاسم الغزي للإمام شهاب الدين أحمد بن أحمد بن سلامة القليوبي (ت 1069هـ).

•    حاشية على شرح أبي شجاع لابن قاسم الغزي للإمام علي بن علي الشبراملسي أبي ضياء نور الدين (ت 1078هـ).

•    كشف القناع عن متن وشرح أبي شجاع للإمام عبد الرحمن المحلي، فقيه شافعي مصري (ت 1098هـ).

•    حاشية الباجوري على شرح ابن قاسم الغزي لشيخ الأزهر الإمام إبراهيم بن محمد بن أحمد الشافعي الباجوري (ت 1276هـ)، وهي من أهم حواشيه.

وهو كتاب نافع، إلا أنه لا يذكر الأدلة للمسائل التي ذكرها صاحب المتن، وإنما يقتصر على بيان عباراته، وفك المصطلحات، وبيان تقرير المذهب الجديد والقديم في بعض المواضع، فهو ملائم للمراحل الأولية من مراحل التعلم والتأصيل لمن رغب أن يدرس على المذهب الشافعي.

انظر:

"الأعلام للزركلي" (7/ 5).

"الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" (8/ 286).

"الدليل إلى المتون العلمية" (ص408).

والله أعلم.