0 / 0

الجمع بين كون دعاميص وصغار أهل الجنة يأخذ أحدهم ثوب أبيه إلى الجنة، وكون الناس يحشرون عراة.

السؤال: 542722

استوقفتني كلمة \” ثوبه\” في هذا الحديث : \”صِغارُكُم دَعَامِيصُ الجنةِ، يَتَلَقَّى أحدُهم أباهُ، فيأخذُ بثوبِه فلَا ينتهِي حتى يُدخِلَه اللهُ وأباهُ الجنةَ\”، كيف يذكر الحديث كلمة ثوب بينما نبعث عرايا؟

ملخص الجواب

الخلاصة: اختلف العلماء في توجيه الحديث، وأرجح الأقوال والله أعلم: اختلاف الأحوال والمواقف يوم القيامة؛ وأن الناس يحشرون عراة أولاً ثم يُكسون.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الاجابة

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

أولا:

روى مسلم في صحيحه (2635) بسنده عن أبي حسان، قال: قلت لأبي هريرة: " إِنَّهُ قَدْ مَاتَ لِيَ ابْنَانِ، فَمَا أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا؟ قَالَ: قَالَ: نَعَمْ، (صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ – أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ -، فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ – أَوْ قَالَ بِيَدِهِ -، كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا، فَلَا يَتَنَاهَى – أَوْ قَالَ فَلَا يَنْتَهِي – حَتَّى يُدْخِلَهُ اللهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ).

والدعاميص : جمع ( دُعْمُوص )، أَيْ صِغَار أَهل الجنة , وَأَصْل الدُّعْمُوص دُوَيْبَّة تَكُون فِي الْمَاء لَا تُفَارِقهُ، أَيْ أَنَّ هَذَا الصَّغِير فِي الْجَنَّة لَا يُفَارِقهَا.

وَقَوْله ( بِصَنِفَةِ ثَوْبك ) : أي طرف ثوبك. ولا يتناهى : أي لا يتركه.

انظر: فتوى رقم: (98575)، (117432).

ثانيا:

أما عن الجمع بين هذا الحديث وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا) رواه البخاري (6527)، ومسلم(2859)، (غرلا) أي: غير مختونين. مصداقاً "لقول الله تعالى: (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) [الأنعام/94] وقوله: (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ). والملابس يومئذ لا غناء فيها إلا ما كان من لباس الجنة". انتهى من "التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن"(19/367).

فيقال فيه: هناك عدة أوجه في الجمع بينهما:

  1. فأول هذه الوجوه، وأقواها: أنه قد تقرر اختلاف الأحوال والمواقف يوم القيامة؛ ومن ذلك الاختلاف: أن الناس يحشرون عراة أولاً،  ثم يُكسون بعد ذلك، وأول من يكسى: إبراهيم عليه السلام، كما في حديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ، وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء/ 104]، ثُمَّ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ القِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ) رواه البخاري(4740). قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "فتكون أولية إبراهيم في الكسوة بالنسبة لبقية الخلق" انتهى من "فتح الباري" (11/385)، وقال الصنعاني رحمه الله: "(فيأخذ بثوبه) كأنه بعد أن يكسوهم الله تعالى"انتهى من "التنوير شرح الجامع الصغير" (6/581). وهذا هو أرجح الأقوال في الجمع بين الحديثين.
  1. أنه هنا قد شك الراوي هل قال صلى الله عليه وسلم: (فيأخذ بثوبه*، أو قال «بيده». ورواية «بيده» موافقة للحديث الثابت: « يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً..»، وأما قوله: « كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا»، فهو تشبيه أخذ الصغير بيد أحد أبويه، كما يأخذ أحدنا طرف ثوب شخصٍ آخر. قال المناوي رحمه الله: "(يتلَقَّى أحدهم أَبَاهُ فَيَأْخُذ بِثَوْبِهِ): يعْنى يتَعَلَّق بِهِ، كَمَا يتَعَلَّق الْإِنْسَان بِثِيَاب من يلازمه؛ وَإِلَّا فالخلق فِي الْموقف عُرَاة" انتهى من "التيسير بشرح الجامع الصغير" (2/89).

وقد قيل في الجمع بين الحديثين غير ذلك، وما ذكرناه في الوجه الأول: هو أرجح هذه الأقوال، وهو ظاهر يغني عن غيره، إن شاء الله.

وينظر: "البعث والنشور" للبيهقي (ص: 224). وانظر: "فتح الباري" (11/383).

وينظر للفائدة : فتوى رقم: (21679).

والله أعلم.

 

 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android