0 / 0

ما حكم تسميع مقاطع متفرقة من القرآن لاختبار الحفظ؟

السؤال: 544012

أنا مدرس لمادة القرآن الكريم في مدرسة يختم بها الطلاب حفظ كتاب الله كاملاً، في بعض الأحيان يكون عدد الطلاب كثيراً، والمنهج طويل، والحصة لا تكفي للتسميع لهم جميعاً، فهل يجوز لي أن أختبرهم في مقاطع معينة من المقرر بدلاً من تسميع الوجه كاملاً لكل طالب من باب التخفيف عليهم، والتسميع لهم جميعاً في وقت الحصة؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

بداية نهنئك على ما أنت عليه من الخير بتعليم القرآن العظيم، فهذا من أعظم القربات التي جاءت النصوص بالحث عليها وبيان الخيرية لأصحابها.

فعَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَه)  رواه البخاري (5027).

قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله:

وقد سئل الثوري عن الجهاد وإقراء القرآن؛ فرجح الثاني واحتج بهذا الحديث” انتهى من “فتح الباري.(9/ 77)”

وقال القرطبي رحمه الله: “

قال العلماء: تعليم القرآن أفضل الأعمال؛ لأن فيه إعانةً على الدِّين، فهو كتلقين الكافر الشَّهادةَ لِيُسْلِمَ” انتهى من فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب (7/ 6).

ثانياً:

أما بخصوص طريقة اختبار الطلاب، فلا شك أن التسميع لكل المحفوظ هو الأكمل والأنفع للطالب، متى كان ذلك ممكنا.

فإن لم يمكن ذلك لضيق الوقت المخصص للدرس، أو نحو ذلك من الأعذار المعتبرة؛ جاز للمعلم أن يختبر الطلاب في مقاطع معينة من القرآن، بدلاً من تسميع الوجه كاملاً، ولا يوجد مانع شرعي من اتباع هذه الطريقة، وهي مستخدمة ومعتمدة في العديد من الحلقات والمدارس واختبارات القرآن، ويكون ذلك بحسب تقدير المعلم، وحال المتعلمين، وتحقيق ما يمكن تحقيقه في العملية التعليمية بما يسمح به الوقت. والأمر كما يقولون: ما لا يدرك كله، لا يترك قُلُّه. [أي: قليله].

والطريقة المذكورة: متعارف عليها في الحلقات، واختبارات الحفاظ، والمدارس، وجمعيات التحفيظ التي تضم عددًا كبيرًا من الطلاب. وعليها عمل الناس.

انظر: “تقويم طرق تعليم القرآن الكريم في مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي” .

مع مراعاة الحرص على أداء الأمانة والعدل في اختيار المقاطع للتسميع، وحثهم على المراجعة للمحفوظ لبقائه في الصدر وعدم زواله، وأن يكون القدر الذي يسمعه المعلم للطالب معبرا عن مدى حفظه لما هو مطلوب منه، وغير ذلك مما يُرجى به بإذن الله إتقان المحفوظ، وتذكيرهم الدائم بقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الْإِبِلِ فِي عُقُلِهَا) رواه البخاري (4746).

وسبق في الموقع بيان لكتب مهمة لمعلم القرآن يحسن الرجوع إليها (290765).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android