أنا شابة تقدم إليّ شاب، خلوق متدين، لكن مشكلته أنه يعاني من مشاكل نفسية؛ مثلا كلام الناس يؤثر فيه إلى درجة أنه حالياً أصبح يتابع عند طبيب للأمراض العقلية، ويتناول أدوية؛ لأنه دخل في حالة اكتئاب وانهيار عصبي، بالإضافة إلى أنه خجول جدا، لدرجة أنه لا يستطيع أن يتكلم عن أمور يراها غير جيدة؛ لأنه يخاف من نتائج أو ردّات الفعل، هو إنسان خلوق ومتديّن ومحترم، لكن أنا جداً مترددة بسبب شخصيته، فأنا رأيي أن الرجل يجب أن يكون ذا كلمة وذا شخصية، أخاف أن لا يستطيع أن يدافع عني في المستقبل، وهذا أمر محبط لكل امرأة؛ أرجوا الإجابة من فضلكم.
الذي نراه لك، أختنا الكريمة ، ألا تتسرعي في قبول زواجك من هذا الرجل، وأن تعطي نفسك فرصة للتفكير، مع الاستخارة.
وما ذكرتيه من مشكلات نفسية تعتبر عاملاً مؤثراً في استقرار واستمرار العلاقة الزوجية فيما بعد الزواج، ولعله ألا يكون بمقدورك أن تتحملي تلك الحالة التي تصفينها، أو تتحملي تبعاتها عليك، وعلى حياتك معه؛ فلا معنى لأن تظلمي نفسك، أو تغامري بمستقبل حياتك وأسرتك.
نعم، لو كنت قد تزوجت به قبل أن تعرفي حاله، ربما كانت النصيحة مختلفة، والعلماء يقولون: الاستدامة، أقوى من الابتداء؛ يعني هنا: أن ما ينبغي تحمله، والتغاضي عنه، من وجوه العيب أو النقص في شريك الحياة، إذا كان ذلك ممكنا؛ لا يلزم أن تتحمليه، أو يتحمله المرء في ابتداء حياته؛ بل ينبغي أن يرى الأصلح له، والأرجى لدوام عشرته، والحفاظ على بيته، وأسرته؛ وهو ما لا يظهر لنا جيدا، من خلال الصورة التي يعرضها سؤالك.
نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح وأن ييسر لك أمرك، وأن يشفي هذا الشاب شفاء لا يغادر سقما.
والله أعلم.
