هل يجوز الدعاء بالزواج من مريم بنت عمران أو من صحابية في الجنة؟
أولاً:
الدعاء بالزواج من مريم بنت عمران أو صحابية متزوجة من الاعتداء في الدعاء، ومن التكلف والتنطع، ويحرم الاعتداء في الدعاء، ويكفيه أن يدعو الله بالجنة، ﴿وَفيها ما تَشتَهيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعيُنُ وَأَنتُم فيها خالِدونَ﴾ [الزخرف/ ٧١].
وينظر: فتوى رقم: (307281).
روى الإمام أحمد (4 /86-87)، (5/55)، وأبو داود(96) ، وابن ماجه (3864) ، وغيرُهم عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه : أنَّه سمع ابنه يقول: " اللَّهمَّ إنِّي أسألك القصرَ الأبيض عن يمين الجنَّة إذا دخلتها، فقال: أي بُنيَّ سلِ الله الجنَّة وتعوَّذ بالله من النار، فإنِّي سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: (سيكون في هذه الأمة قومٌ يعتدون في الدعاء والطُهور). صححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (87).
وروى الإمام أحمد (1/172)، وأبو داود (1480) عن سعد بن أبي وقاص: "أنَّه سمع ابناً له يدعو يقول: اللَّهمَّ إنِّي أسألك الجنَّة ونعيمَها وإستبرقها ونحواً من هذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها، فقال: لقد سألتَ اللهَ خيراً كثيراً، وتعوَّذتَ بالله من شرٍّ كثير، وإنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( إنَّه سيكون قومٌ يعتدون في الدعاء، وقرأ هذه الآية: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ) ، وإنَّ بحسبِك أن تقول: اللَّهمَّ إنِّي أسألك الجنَّة وما قرَّب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول أو عمل"، صححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1313).
ثانياً:
جاء في بعض الأحاديث المروية ما يدل على أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم سيتزوج في الجنة السيدة مريم البتول عليها السلام.
قال ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية" (2/75) بعد أن ساق مجموعة من أحاديث زواج النبي صلى الله عليه وسلم مريم عليها السلام:
" وكل من هذه الأحاديث في أسانيدها نظر " انتهى. انظر: فتوى رقم: (111279).
ثالثا:
وأما الدعاء بالزواج في الجنة من صحابية غير متزوجة فلا حرج فيه إن شاء الله.
وينظر جواب السؤال (226029)، (225883)، (298002).
والله أعلم.