0 / 0

كيف نجمع بين وصف الله تعالى الأرض بكونها (مهادا) ، و (كفاتا)؟

Савол: 550329

تفسير آية: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) [النبأ/ 6]، وتفسير آية: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا) المرسلات/ 25، 26، والاختلاف بينهم، ولماذا ذكرت هنا (كفاتا)، وفي الآية الأخرى (مهادا)؟

Матни ҷавоб

Хурмат ба Аллоҳ ва солиҳуно ба росули Аллоҳ ва хандонаш.

أولاً:

قد وصف الله تعالى الأرض في كتابه بعدة صفات: مهاداً ومهداً، وفراشاً، وبساطاً، وقراراً، وذلولاً، وكفاتاً،…الخ. ولا تنافي بينها.

قال ابن القيم رحمه الله : "وجعلها مهاداً ذلولاً، توطأ بالأقدام، وتضرب بالمعاول والفؤوس، وتُحمل على ظهرها الأبنية الثقال، فهي ذلول مسخرة لما يريد العبد منها، وجعلها بساطاً، وجعلها كفاتاً للأحياء تضمهم على ظهرها، وللأموات تضمهم في بطنها" انتهى من "التبيان في أقسام القرآن" (ص: 295).

ثانياً:

لا تعارض بين وصف الأرض بكونها مهاداً وبكونها كفاتاً.

(مهاداً): "قال قَتَادَةَ: أَيْ: بِسَاطًا" "تفسير الطبري" (24/ 8).

فهذا وصف لحال الأرض، وأنها ممهدة لسير الناس عليها، منبسطة أمامهم.

وأما قوله: (كِفَاتًا)؛ فالكفْت: هو (الضم والجمع والسِّتْرُ)، في الوِعاءُ الجامِعُ للشَّيءِ، فالأرضُ تَكفِتُ -تجمع وتَستُرُ وتَضُمُّ- الأحياءَ على ظَهْرِها، وتَكفِتُ الأمواتَ في بَطْنِها.

وهذا صفة فعل الأرض بمن عليها، أو بما دفن في بطنها.

في "تفسير البغوي" (8/ 305) : "(كِفَاتًا) وِعَاءً، وَمَعْنَى الْكَفْتِ: الضَّمُّ وَالْجَمْعُ" انتهى.

وفي "تفسير ابن عطية" (5/419): "«الكفات» : الستر والوعاء الجامع للشيء؛ بإجماع. تقول كفت الرجلُ شعره، إذا جمعه بخرقة، فالأرض تكفت الأحياء على ظهرها، وتكفت الأموات في بطنها" انتهى. يُنظر: "غريب القرآن" لابن قتيبة (ص: 506).

وعلى ذلك، فلا تعارض بين القولين؛ فسطح الأرض الممهد، لا يمنع من أن تضم الأرض في بطنها ما دفن فيها، أو تجمعهم وتضمهم على ظهرها، على قولين لأهل العلم في معنى "كفت" الأرض لما يكون عليها.

جاء في "تفسير الثعلبي" (28/283): "قال بيان: خرجنا في جنازة مع الشعبي فنظر إلى الجبَّان (المقابر) فقال: هذِه كفات الأموات، ثم نظر إلى البيوت فقال: هذِه كفات الأحياء" انتهى.

وفي "معاني القرآن" للفراء (ت207هـ) (3/224): "تكفتهم أحياء عَلَى ظهرها فِي بيوتهم ومنازلهم، وتكفتهم أمواتًا فِي بَطنها، أي: تحفظهم وتحرزهم" انتهى.

قال الطبري في تفسيره (24/133): "يقول تعالى ذكره: منبهاً عباده على نعمه عليهم: (أَلَمْ نَجْعَلِ) أيها الناس (الأرضَ) لكم (كِفاتًا) يقول: وعاء، تقول: هذا كِفْت هذا وكَفيته، إذا كان وعاءه.

وإنما معنى الكلام: ألم نجعل الأرض كِفاتَ أحيائكم وأمواتكم، تكْفِت أحياءكم في المساكن والمنازل، فتضمهم فيها وتجمعهم، وأمواتَكم في بطونها في القبور، فيُدفَنون فيها" انتهى.

وفي "غريب الحديث" لابن قتيبة (2/383): "وحَدثني أبي ثَنَا السجسْتانِي عَن الْأَصْمَعِي انه قَالَ: يُسمى بَقِيع الفرقد كفتا لِأَنَّهُ مَقْبرَة تضم الْمَوْتَى. قَالَ: وَيُقَال: وَقع فِي النَّاس فِي كفت أَي: موت. يُرِيد: انهم يكفتون. أَي: يضمون فِي الْقُبُور"… والراجع إِلَى منزله يَنْضَم إِلَيْهِ فَلذَلِك قيل لَهُ: منكفت" انتهى.

وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في "العذب النمير" (3/93): "(كِفَاتاً) أي: محلاً لكفتكم. أي: ضمكم. والكَفْت في لغة العرب: الضَّمُّ. أي: تضمكم على ظهرها في دار الدنيا أحياء متنعمين بما فيها من المنافع والمعايش، وتضمكم في بطنها أمواتاً إذا متم".

والله أعلم.

Оё бар саволи худ фоидаву ҷавобро дарёфт намудед?

Сарчашма

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android