يتخيل الجماع حتى ينزل فما الحكم ؟
السؤال: 69868
إن الله لا يستحيي من الحق ما حكم ما وقع مني من التفكير في الجماع الذي يعقبه نزول المني لشهوة ، وهذا بسبب الفكر المتكرر بدون لمس الذكر وبدون أي حركة أو كلام ، فإني أخشى أن أكون قد ارتكبت كبيرة وسقوطي فيه عدة مرات لأن التفكير سهل ومثير عندي مما يصعب تجنبه في بعض الأحوال ، والحمد لله لا أطلق بصري .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذا العمل الذي تقوم به من تعمد التفكير في الجماع ، واستجلاب
ذلك ، والتلذذ به ، مما يترتب عليه نزول المني ، عمل محرم ، يلزمك التوبة منه ، مع
الندم على ما فات والعزم على عدم العود .
وقد سئلت “اللجنة الدائمة للإفتاء” ما نصه : ” هل يجوز للشاب
الأعزب أن يفكر في الجماع ، أعني يتخيل أنه يجامع زوجته وهو لم يتزوج بعد ؟
فأجابت : لا يجوز له ذلك ؛ لأنه ذريعة إلى ارتكاب الفاحشة ،
والوقوع في الشر والفساد ” . انتهى من “فتاوى اللجنة الدائمة” (26/345) .
وجاء فيها أيضا ما نصه : ” قد تنتاب الإنسان شهوته ، فيفكر في
الجماع كثيرا ، فينزل منه المني ، فهل هذا يدخل من ضمن العادة السرية ، هذا أمر ،
وإذا كان يفكر في الجماع لينزل المني فيشعر باللذة فهل هذا من قبيل العادة السرية
أيضا ؟ نرجو إفادتنا برأي الإسلام في هذا الأمر وجزاكم الله خيرا .
فأجابت : إذا عرضت للإنسان خطرة ففكر في الجماع عفوا فلا حرج
عليه إن شاء الله تعالى ؛ لما في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ) وفي رواية :
( ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) .
لكن على من فكر فأنزل من تلذذه بالفكرة أن يغتسل ؛ لأن حكم
الجنابة قد تعلق به والحالة هذه . أما إذا كان يعمد إلى هذا التفكير ويستجلبه بين
الحين والآخر فهذا لا يجوز ، ولا يليق بخلق المسلم ، وينافي كمال المروءة . وعلى
المسلم أن يكف عنه ويشتغل بما يصرفه عن إثارة شهوته بما ينفعه في دينه ودنياه ، على
أن تعمد الإثارة بغير الطريق المشروع مضر بالصحة في البدن والعقل ، ويخشى أن يجر
إلى ما لا تحمد عقباه .
ويزداد الأمر قبحا في حق من عمد إلى هذا الأمر وقد أغناه الله
بزوجة ، ومتى أنس الزوج بهذا الخلق المشين وجعله مسرحا لفكره فإن استقامة الحال
والسكن والرحمة التي جعلها الله تعالى بين الزوجين في خطر ” انتهى
.
“فتاوى اللجنة الدائمة” (22/66) .
نسأل الله أن يوفقك لترك هذا العمل القبيح ، وأن يمن عليك بالعفة
والإحصان .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟