تنزيل
0 / 0

حكم تقبيل الزوجة في الطريق أمام الناس

السؤال: 72220

تزوجت مؤخراً وأظن أني وقعت في الزنا مع زوجتي ، وإليك التفاصيل : فقد كنا نركب سيارة أختي ثم أوقفنا السيارة في مكان هادئ وتبادلنا القبَل كثيراً ، كثيراً جدّاً ، وقد مر رجل بقربنا وشاهدنا في تلك الحالة ، لكننا لم نمتنع ، وأنا أشعر أني اقترفت الزنا علناً ، هل علينا كفارة ؟ وهل يجب أن نعترف لوالدينا ؟

وأنا وزوجتي نتجادل حول الأمر وهي تلومني على اهتمامي ( كثيراً ) بالمسألة ، أنا أرى أنها مسلمة غير صالحة ؛ لأنها لا تخاف الله ، فهي التي جعلتني أوقف السيارة وأقبلها ، وأنا أكرهها لذلك .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :

أخي السائل ؛ اعلم أنك لن تستطيع أن تعيش عمرك من غير ذنوب
وخطايا ، فهذه طبيعة البشر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل بني آدم خطَّاء
وخير الخطائين التوابون ) رواه الترمذي ( 2499 ) وابن ماجه ( 4251 ) وحسنه
الشيخ الألباني في ” صحيح الترمذي ” ، وهذا الحديث يدل بوضوح أن
الإنسان لا بد له أن يذنب ويقع منه الذنب ، ولكن المهم بعد الذنب ما موقفه من ذنبه
؟ فالمؤمن يتوب إلى الله من كل ذنوبه فيقلع عنها ويستغفر الله كلما وقعت منه
المعصية ويندم على فعلها ويعزم عزيمة صادقة على عدم الرجوع إليها ، فإن فعلت ذلك
فاعلم أن الله غفور رحيم يغفر الذنوب جميعها للمؤمن الصالح الذي يتوب التوبة
الصادقة ويعترف بالذنب مع الذل والانكسار لله عز وجل ، قال الله تعالى : ( قُلْ يَا
عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ
اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ ) الزمر/53 .

والذنب الذي اقترفته ليس هو الزنى بزوجتك ! وإنما هو تقبيلها
أمام الناس ، لأنه ليس هناك زنى بالزوجة ، وإنما الزنى يكون بامرأة لا يحل للرجل
مباشرتها ، أما الزوجة فمباشرتها حلال .

ولا يجوز للرجل ولا للمرأة أن يتحدثوا لأحد عما يحصل بينهم في
الفراش مما لا ينبغي أن يطلع عليه غيرهما ، لما يفضي إليه ذلك من المفاسد والفتن
وفتح باب الشيطان ، وهذا فيمن تحدث يصف فعله مع زوجته فكيف بمن فعل أمام الناس حتى
شاهدوه ؟!

وقد أفتى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في فتاويه (10/277)
بأن تقبيل الزوجة أمام الناس لا يجوز .

ثانياً :

أما عن كفارة هذه الخطيئة فلا كفارة لها إلا التوبة الصادقة
والعزم الأكيد على عدم الرجوع لهذا الذنب والندم الحقيقي على ارتكابه .

وأما عن الاعتراف لوالديكم فلا حاجة إليه ، فالذنب الذي اقترفته
هو بحق الله عز وجل ، فالاعتراف به يكون لله ، وبينك وبين الله ولا تخبر به أحداً ،
ولكن اصدق في التوبة مع الله يغفر الله لك ، والله غفور رحيم .

وكون زوجتك هي التي أمرتك بهذا الفعل لا يدل على أنها امرأة غير
صالحة أو أنها لا تخاف الله ، فأنت أيضاً وافقتها على هذا ، ولم تمتنع حتى مع رؤية
رجل لكما . فينبغي أن تحمِّل نفسك أيضاً مسئولية فعلك هذا .

ونرجو الاطلاع على السؤالين (
6103) و (
31773 ) .

وفقكم الله لما يحب ويرضى .

والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android