أمه تسيء إليه بعد زواجه
السؤال: 72397
منذ سنة تزوجت من جارتي ويعلم الله أن البنت التي تزوجتها قمة في الأخلاق والأدب والاحترام ولقد سكنت مع أهلي في نفس الشقة وعدد أفراد أسرتي 5 شباب وبنت عمرها 17 سنة ، ومنذ أن تزوجت وحال أمي تغير تغيراً كاملاً ، إذ بها تنهال علي بالشتائم ، وتكيل لي السب أمام زوجتي ، وأمام إخوتي ، علماً بأنني الأكبر في إخوتي ، وتهينني لأتفه الأمور ، إذا حاولت أن أتحدث مع إخوتي تأتي وتقلب علي أي شيء أمامي ، وتسبني وتطردني من البيت عدة مرات ، لا أدري لماذا هذا التغير الذي حصل من أمي العزيزة ! رغم أنني لا أبخل عليهم بأي شيء ، ولست من النوعية التي تفضل زوجته على أهله ، ولكن أمي تتعامل معي بحساسية زائدة . أرجو أن توضحوا لي الأمور لأنني غير قادر على السكن بالإيجار ، لأن المرتب بالكاد يكفيني . أرجو أن تفيدوني أفادكم الله .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لبر والدتك والإحسان إليها ، وأن يصلح
حالها ، ويؤلف بينكما على طاعته ومرضاته .
وما تعاني منه قد يكون مرده إلى شعور والدتك بالغيرة ، أو
بفقدانك بعد الزواج ، واستيلاء غيرها عليك ، وهذا الشعور يلحق بعض الأمهات بعد زواج
أبنائهن ، وهو شعور خاطئ ، ينبغي أن تسعى هي للتخلص منه .
وينبغي أن تعينها لتعود إلى سابق حالها ، وذلك بأمور :
1- أن تجتهد في الإحسان إليها ، وإكرامها ، والاهتمام بها ،
وإشعارها بأنك لا تزال كما كنت حفيا بها ، حريصا على تلبية رغباتها .
2- تجنب الثناء على زوجتك أو الاهتمام بها أمام والدتك ، مع
إعطاء الزوجة حقها من الإحسان والإكرام ، لكن بعيدا عن نظر الأم ، إلى أن تتحسن
حالتها ، وتدرك الأمور على طبيعتها .
3- ترغيب الزوجة في التقرب من الأم ، بالكلام والاهتمام والإهداء
ونحو ذلك .
4- الصبر على ما يصدر منها من سب وشتم وطرد ، فإنك مأمور ببرها ،
ولا يجوز لك أن تقابل إساءتها بمثلها ، فإن صبرت على ذلك ، فأبشر بالفرج ، فإن
العاقبة للصابرين ، وإن النصر مع الصبر ، وإن مع العسر يسرا ، وقد قال الله تعالى :
( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ
كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت/34 . فكلما أساءت إليك
بادر أنت بالتلطف والإكرام والإحسان ، فإن ذلك كفيل بأن يذهب ما في نفسها إن شاء
الله .
5- الدعاء لها بالتوفيق والهداية والاستقامة وصلاح البال والحال
، فإنها أحق الناس بدعائك وإحسانك ، وإنك مهما قدمت لن تجزيها على معروفها وسابق
إحسانها .
6- احرص أن تكون قدوة صالحة لإخوانك ، فيأخذوا عنك الطريقة
الحسنة في معالجة هذه المشكلة ، التي قد تحدث لهم بعد زواجهم ، فلتكن مثالا للصبر
والإحسان والبر ، واحذر أن يستدرجك الشيطان للتأفف أو التضجر أو الإنكار عليها أو
توبيخها فإنك لن تجني من وراء ذلك خيرا ، قال الله تعالى : ( فَلا تَقُلْ لَهُمَا
أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) الإسراء/23
.
7- ينبغي أن تناقش المشكلة مع أحد إخوانك ، فربما خفيت عليك بعض
الجوانب ، أو بدر منك ما أغضب والدتك دون أن تشعر ، فمعرفة السبب تسهل عليك طريق
المعالجة .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟