0 / 0

ما صح من الأحاديث في وصف منكر ونكير

السؤال: 72400

ماذا عن سؤال الملكين منكر ونكير في القبر وماذا عن شكلهما ، وهل الحديث الخاص بهما للنبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيح ، وأن شكلهما يجران أشعارهما وأعينهم كالبرق وأصواتهم كالرعد ويضربان القبر بأنيابهما ، ويقولان : من ربك ؟ وما دينك : وما النبي الذي بعث فيكم ؟.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

صح في صفة الملكين المُوكّلين بسؤال الميت ، أنهما أسودان أزرقان ، يقال لأحدهما : المنكر ، والآخر : النكير .

فقد روى الترمذي (1071) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ ، فَيَقُولَانِ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . فَيَقُولانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : نَمْ ، فَيَقُولُ : أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ ، فَيَقُولَانِ : نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ .

وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لا أَدْرِي . فَيَقُولَانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ ، فَيُقَالُ لِلأَرْضِ : الْتَئِمِي عَلَيْهِ ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ ، فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلاعُهُ ، فَلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ ) والحديث حسنه الألباني في صحيح الترمذي .

وأما حديث عمر رضي الله عنه الذي أشرت إليه ، فقد رُوي من طرق ضعيفة ، منها ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6738) مرسلا عن عمرو بن دينار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر : ( كيف بك يا عمر بفتاني القبر إذا أتياك يحفران الأرض بأنيابهما ، ويطآن في أشعارهما ، أعينهما كالبرق الخاطف ، وأصواتهما كالرعد القاصف ، معهما مزربة لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها . قال عمر : وأنا على ما أنا عليه اليوم ؟ قال : وأنت على ما أنت عليه اليوم . قال : إذاً أكفيكهما إن شاء الله ) .

قال العراقي في تخريج الإحياء (4/223) : " أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور هكذا مرسلا ورجاله ثقات . قال البيهقي في الاعتقاد : رويناه من وجه صحيح عن عطاء بن يسار مرسلا .

قلت : ووصله ابن بطة في الإبانة من حديث ابن عباس ، ورواه البيهقي في الاعتقاد من حديث عمر وقال غريب بهذا الإسناد تفرد به مفضل ، ولأحمد وابن حبان من حديث عبد الله بن عمر فقال عمر : أترد إلينا عقولنا ؟ فقال " نعم كهيئتكم اليوم " فقال عمر : بفيه الحجر " انتهى .

وقال الأستاذ فريح بن صالح البهلال ، في تحقيق "الاعتقاد" للبيهقي ، (ص 254) بعد أن أشار إلى الطرق الضعيفة : " ولعله بهذه الطرق والشواهد يكون إسناده حسنا " انتهى .

ثانيا :

الأسئلة التي يوجهها الملكان للميت في قبره هي : من ربك ؟ وما دينك ؟ وما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟

وانظر السؤال رقم (10403) ، ورقم (22203) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android