الاستشفاء بالمياه المعدنية وذبح الخراف عندها
السؤال: 7431
توجد في جنوب الأردن المياه المعدنية والتي يطلق عليها بئر سليمان بن داود ، فيقصدها الناس للاستحمام والشفاء ، ويحضرون معهم الذبائح لذبحها حال وصولها ، فما حكم ذبح مثل هذه الذبائح ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
إذا كان الماء مجرباً معلوماً ، ينتفع به لبعض الأمراض فلا بأس ؛ لأن الله جعل
في بعض المياه فائدة لبعض الأمراض ، فإذا عرف ذلك بالتجارب أن هذا الماء ينتفع
به من كان به أمراض معينة ، كالروماتيزم وغيره فلا بأس في ذلك .
أما الذبائح ففيها تفصيل :
فإن كانت تذبح من أجل حاجتهم وأكلهم ونحو ذلك ،
وما يقع لهم من ضيوف فلا بأس بذلك , وإن كانت تذبح لأي شيء آخر كالتقرب إلى الماء
أو الجن أو الأنبياء ، أو لشيء من الاعتقادات الفاسدة ، فهذا لا يجوز ؛ لأن الله
سبحانه يقول مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي
لله رب العالمين لا شريك له) الأنعام /162-163 ، ويقول عز وجل
: ( إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ) الكوثر /1-2.
فالذبح لله سبحانه وتعالى والنسك له وحده ، وهكذا
سائر العبادات كلها لله وحده ، لا يجوز صرف شيء منها لغير الله لقول الله عز
وجل : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) البينة /5 ،
وقوله سبحانه : ( فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص ) الزمر
/2-3 ، ولما تقدم من الآيات وما جاء في معناها ، ولقول النبي صلى الله عليه
وسلم : ( لعن الله من ذبح لغير الله ) خرجه مسلم في صحيحه ، من حديث علي رضي
الله عنه .
فليس للمرء أن يذبح للجن ولا النجم الفلاني أوالكوكب
الفلاني ، أو الماء الفلاني ، أوالنبي الفلاني ، لأي شخص ، أو للأصنام ، بل التقرب
كله لله سبحانه وتعالى بالذبائح والصلوات ، وسائر العبادات ، لقول الله عز وجل
: ( إياك نعبد وإياك نستعين ) الفاتحة/5 ، ولما سبق من قوله جل وعلا
: ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) البينة /5 ،
وقوله سبحانه : ( فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص ) الزمر
/ 2-3 ، وغيرها من الآيات .
والذبح من أهم العبادات ، وأفضل القربات ، فيجب
إخلاصه لله وحده ، لما ذكرنا من الآيات ، ولما سبق من قوله صلى الله عليه وسلم
: ( لعن الله من ذبح بغير الله ) .
المصدر:
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/8ص / 324
هل انتفعت بهذه الإجابة؟