هل من السنة أن يقول عند مفارقة صاحبه : لا إله إلا الله ؟
السؤال: 83092
من العرف السائد بين بعض الناس حين يجتمعون ثم يفترقون أن يقول الطرف الأول عند الافتراق : لا إله إلا الله ، ثم يرد عليه الآخر : محمد رسول الله ، فهل هذا الأمر في السنة ؟ وإن لم يكن فهل هو بدعة ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
لا نعلم حديثا صحيحا أو ضعيفا ينص على هذا الذكر عند الافتراق أو
ختم المجلس ، ولهذا فالمداومة عليه أو اعتقاد أنه ذكر مشروع في هذه المناسبة ، بدعة
مردودة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) رواه مسلم (1718).
وقد نص أهل العلم على أن تخصيص العبادة بزمان أو مكان ، أو
تكييفها بكيفية لم تَردْ ، يُلحقها بالبدع والمحدثات ، وتسمى حينئذ بدعة إضافية ،
فهي مشروعة من حيث أصلها ، مردودة من حيث وصفها ، والعبادة لابد أن تكون مشروعة في
ذاتها ، وكيفيتها ، ووقتها ، ومقدارها ؛ إذ لا يُعبد الله تعالى إلا بما شرع في
كتابه أو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الشاطبي رحمه الله : ” فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين
مخترعة ، تضاهي الشرعية ، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه …
ومنها : التزام الكيفيات والهيئات المعينة ، كالذكر بهيئة
الاجتماع على صوت واحد ، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا ، وما
أشبه ذلك .
ومنها : التزام العبادات المعينة ، في أوقات معينة ، لم يوجد لها
ذلك التعيين في الشريعة ، كالتزام صيام يوم النصف من شعبان ، وقيام ليلته ”
انتهى من “الاعتصام” (1/37-39) .
وراجع جواب السؤال رقم (82559)
.
ثانيا :
يشرع في ختام المجلس أن يقال ما رواه أبو داود (4859) عَنْ أَبِي
بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنْ الْمَجْلِسِ : (
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ،
أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ) وَقَالَ : ( كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ فِي
الْمَجْلِسِ ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
كما يشرع للمتلاقيين أن يقرأ أحدهما عند الانصراف سورة العصر ؛
لما روى الطبراني في الأوسط (5124) عن أبي مدينة الدارمي رضي الله عنه وكانت له
صحبه قال : ( كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا
حتى يقرأ أحدهما على الآخر : ( والعصر إن الإنسان لفي خسر ) ثم يسلم أحدهما على
الآخر) صححه الألباني في “السلسلة الصحيحة” برقم 2648 .
فانظر كيف أعرض الناس عن السنة الثابتة ، لأجل ما أحدثوا من
البدع ، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ما أحدث قوم بدعة إلا رُفع من
السنة مثلها ) رواه أحمد (16522) . وقال الحافظ في “الفتح” (13/253) :
إسناده جيد .
رزقنا الله وإياك اتباع السنة واجتناب البدعة .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة