يتقدم إليها الخطاب وتتردد في القبول
السؤال: 85056
رغم أنني أريد الزواج والأطفال ككل النساء , إلا أني مترددة جدا في الإقدام على ذلك ، مع أنني أتلقى عروضا ، لكنني أخشى ألا يكون الشخص الذي أوافق عليه ذا الخلق ، ثم إنني ـ أيضا ـ لا أدري ما الذي سيحدث لي بعد ذلك !!
أرجو أن تشيروا علي ، وتنصحوني في مشكلتي .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
المشروع في حق الشباب – ذكورا وإناثا – هو التعجيل بالزواج ،
امتثالا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ
اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ
بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) رواه البخاري (5065) ومسلم (1400)
، ولما في ذلك من الصيانة والعفة والاستقرار .
فنصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة أن تقبلي من جاءك من أهل الدين
والخلق ، بعد الاستخارة والاستشارة ، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا
خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض )
رواه الترمذي ( 1084 ) من حديث أبي هريرة ، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي
.
وأهل الدين والخلق لا يخفى حالهم فلهم سيماهم وعلاماتهم ، من
التمسك بالسنة ، والمحافظة على الصلوات في الجماعة ، ومصاحبة الصالحين ، والبعد عن
الفتن ومظاهر الفساد .
وإياك والتردد وكثرة الرفض ، فإن من يذهب اليوم قد لا يأتي مثله
في الغد ؛ قال الشاعر :
على فُرصٍ كانت ، لو آني انتهزتها
لقد ِنلتُ فيها من شريف المطالبِ
فإذا تقدم إليك خاطب فصلي صلاة الاستخارة أولا ، وتجدين صفة صلاة
الاستخارة في جواب السؤال رقم (2217)
فإن كان لك خير فيه فإن الله تعالى سييسره ، وإلا صرفه الله عنك
بلطفه وعلمه ، سبحانه .
ثم يتحرى أهلك عن الخاطب بالسؤال عنه من يعرفه من جيرانه وزملائه
في العمل وإمام مسجده ، فإن كان مستقيما محافظا على الصلوات ، حسن العشرة ، فاقبلي خطبته ، واعزمي الأمر ولا تترددي ، فإن كان لك خير فيه فإن الله تعالى سيسره ، وإلا صرفه الله عنك .
كما أن السؤال عن أسرة الخاطب أمر مهم ، فقد لا تكون أمه مرضيّة
الخلق ، أو في الأسرة من الانحراف ما لا يرجى معه العيش الهنيء لك .
فإن وفق الله تعالى لك من يظهر منه حسن الخلق ، والحرص على دينه
، والجد في أمر الزواج ، مع الأهلية له ؛ فاقبلي خطبته ، واعزمي الأمر ولا تترددي ؛
قال الشاعر :
وقال طَرَفَة بن العَبْد
إذا كنتَ ذا رأيْ فكُنْ ذا عَزِيمَةٍ
فإنَّ فَسادَ الرَّأْيِ أنْ تَتَردَّدا
نسأل الله لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
موضوعات ذات صلة