ليس لديه عمل فهل يقيم مع عمته المتزوجة من نصراني
السؤال: 85100
أنا شاب مسلم ، وظروفي المعيشية قاسية جدا ، والحمد لله ، فليس لدي عمل ، وأنا متزوج ولدي طفلة ، وأعيش مع والدي بالتبني ، وعمتي متزوجة برجل نصراني ، وهي التي تعولنا ، وتريد أن نعيش معها في بيت واحد ، وتعلمون طامات النصارى من خمر وهلم جرا ، فسؤالي هو كالتالي هل أعيش معها وأؤكد على أني لا أستطيع في الوقت الراهن فتح بيت مستقل ، سؤالي الثاني هو أني الآن ابنهم بالتبني وأريد معرفة حكم الشرع في هذا الأمر .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ، ويفرج كربك ، ويرزقك من فضله .
ثانيا :
إن كان المقصود بالتبني نسبتك إلى الشخص المتبني بحيث تأخذ حكم
ولده ، في المحرمية والإرث وغير ذلك ، فهذا هو التبني المحرم الذي أبطله الإسلام .
وإن كان المقصود به الكفالة والرعاية والإحسان ، من غير إلحاق
بالنسب ، فهذا لا حرج فيه ، بل هو أمر محمود يرجى لفاعله الأجر والثواب . [ راجع
السؤال رقم (10010) ]
ولا يخفى أنك في حكم الشرع أجنبي عن هذا البيت ، فليس لك أن تخلو
بأخت المتبني ولا بزوجته ولا ببنت من بناته ، ولا حق لك في إرث واحد منهم ، وليس
لزوجتك أن تكشف على المتبني ، ولا أن يخلو بها ؛ لأنه ليس أبا لك شرعا .
ثالثا :
لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من كافر ، يهودي أو نصراني أو غيره ؛
لقوله تعالى : ( وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ
مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى
النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ
وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) البقرة/221.
وقال : ( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا
تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ
لَهُنَّ ) الممتحنة/10.
قال شيخ الإسلام رحمه الله : ” وقد اتفق المسلمون على أن الكافر
لا يرث المسلم , ولا يتزوج الكافر المسلمة ” انتهى من “الفتاوى الكبرى”
(3/130).
فهذا الذي ارتكبته أخت المتبني بزواجها من النصراني منكر عظيم ،
وهو نكاح باطل ، يجب فسخه ، ولا يحل لها البقاء مع هذا الزوج بحال من الأحوال ، كما
يجب عليها أن تتوب إلى الله تعالى ، وتتضرع إليه أن يغفر لها ويصفح عنها .
وعيشك معها في وجود زوجها المذكور لا يجوز ؛ لما فيه السكوت على
هذا المنكر العظيم ، إضافة إلى ما ذكرت من شربه الخمر .
وهذا كله مع اعتبار أن هذه المرأة ليست عمتك على الحقيقة ، فلا
يجوز لك ن تدخل عليها ، أو أن تخلو بها ، فضلا عن أن تعيش معها في بيت واحد !!
رابعا :
ينبغي أن تبحث عن عمل مباح تكسب منه ما تعول به نفسك وأهلك ، وأن
توقن بأن الرزق من عند الله تعالى ، وأن أسباب الرزق كثيرة ، وإن غفل عنها الناس ،
قال صلى الله عليه وسلم : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ
حَبْلَهُ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلا
فَيَسْأَلَهُ أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ) رواه البخاري (1470) ومسلم (1042) .
وليكن لك أسوة في عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، فقد روى
البخاري (2048) عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : (
لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ
الرَّبِيعِ إِنِّي أَكْثَرُ الأَنْصَارِ مَالا ؛ فَأَقْسِمُ لَكَ نِصْفَ مَالِي ،
وَانْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ هَوِيتَ نَزَلْتُ لَكَ عَنْهَا ، فَإِذَا حَلَّتْ
تَزَوَّجْتَهَا !!
قَالَ : فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : لا حَاجَةَ لِي فِي
ذَلِكَ ؛ هَلْ مِنْ سُوقٍ فِيهِ تِجَارَةٌ ؟
قَالَ : سُوقُ قَيْنُقَاعٍ !!
قَالَ : فَغَدَا إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، فَأَتَى بِأَقِطٍ
وَسَمْنٍ ، ثُمَّ تَابَعَ الْغُدُوَّ ، فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
عَلَيْهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ !!
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
تَزَوَّجْتَ ؟!!)
قَالَ : نَعَمْ .
قَالَ : وَمَنْ ؟
قَالَ : امْرَأَةً مِنْ الأَنْصَارِ .
قَالَ : كَمْ سُقْتَ ؟
قَالَ : زِنَةَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، أَوْ : نَوَاةً مِنْ
ذَهَبٍ .
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ ) .
فاستعن بالله تعالى ولا تعجز ، وسل الله تعالى أن يغنيك من فضله
.
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة