لدي ولد يحب الخير كثيراً ، ويدعو إليه ، ويحفظ القرآن ، ويحافظ على الصلاة من الصغر ، وفي الآونة الأخيرة بدأ يهمل الحفظ ، ولا يرغب في الذهاب إلى حلقة تحفيظ القرآن ، ويقول : إنه لم يحفظ إلا من أجلي ، ولم يصلِّ في الناس إماماً إلا من أجلي ، وأنه سمع أحد المشايخ يذكر حديثا أن من يحفظ أو يصلي من أجل أبيه أو أمه سوف يجر إلى النار ، وحديث أن من حفظ القرآن من أجل أن يقال عنه أنه قارئ يسحب إلى النار ، ويقول : إنه من بعد هذه الخطبة وهو يفكر في هذا الكلام والعذاب ، حيث ناقشته أن هذا من الشيطان ، وأن يصلح النية أنه يحفظ القرآن من أجل أن يتعبد الله فيه ، ولكنه يحدثني والدموع نزلت من عينه ومخنوق في الكلام ، ولا أدري ماذا أفعل معه ، مع العلم أني من ذلك الوقت وأنا لا أكلمه ، ولا أمزح معه مثل إخوانه ، محاولة مني أن يعدل عن رأيه ، ولكنه مصر على عدم الذهاب إلى حلقة التحفيظ ، وهو في الصف الثالث المتوسط .
نصائح لأبٍ ترك ابنُه حفظ القرآن بسبب النية ، ونصائح للابن
السؤال: 97083
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
نسأل الله تعالى أن يصلح لك ذريتك ، وأن يجزيك خير الجزاء على اهتمامك وعنايتك ببذل النصح والتوجيه والإرشاد لمن ولاَّك الله تعالى مسئوليتهم .
واعلم أيها الأخ الفاضل أن تربية الأولاد شاقة ، وأنها تحتاج لعلم وحكمة ، ولصبر وجلَد ، فالأولاد – ذكوراً وإناثاً – يمرون في مراحل مختلفة من أعمارهم ، ولكل مرحلة مشكلاتها ، فعليك معرفة هذا ، والانتباه له قبل الشروع في حل مشكلة ابنك وتركه لحفظ القرآن .
ثانياً :
لا ينبغي للآباء التخلي عن مسئوليتهم في تربية أولادهم لحدَثٍ يحصل مع أحدهم ، ولا ينبغي لهم ترك توجيههم والعناية بهم ، والرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عنهم يوم القيامة ، ورعيته – من زوجة وأولاد – من الأمانة التي حذَّر الله تعالى من التفريط في القيام بحقوقها .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ) التحريم/6 .
وقال تعالى : ( إِنَّا عَرَضنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ وَالجِبَالِ فَأبَينَ أَن يَحمِلنَهَا وَأشفَقنَ مِنهَا وَحَمَلَهَا الإنسَنُ إِنَّه كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) الأحزاب/72 .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ : الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا ) . رواه البخاري ( 853 ) ومسلم ( 1829 ) .
قال ابن القيم – رحمه الله – :
فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه ، وتركه سدى : فقد أساء إليه غاية الإساءة ، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبَل الآباء ، وإهمالهم لهم ، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه ، فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ، ولم ينفعوا آباءَهم كباراً .
” تحفة المودود ” ( ص 229 ) .
ثالثاً :
ما فعله ابنك من ترك الاستمرار في حفظ القرآن والقيام بالإمامة يحتمل أحد أمرين :
الأول : أن يكون صادقاً في قوله ، وهذا هو الذي يظهر لنا في الواقع ، وهنا يجب عليك نصحه وتوجيهه بالتي هي أحسن ، وإفهامه أنه لا يتعارض ما تأمره به مع الإخلاص في النية ، وأنه يستطيع إصلاح نيته لو كانت فاسدة ، فإصلاحها خير له في دنياه وآخرته من ترك العمل بالكلية ، وإفهامه أن من طرق الشيطان في الصد عن الطاعات وترك الاستمرار بها : الوسوسة للمسلم بأن نيته غير سليمة ، وأنه لا يعمل لأجل الله ، فيترك هذا المسلم الطاعة إن كان بدأ بها ، أو يتوقف عن إنشائها والقيام بها إن لم يبدأ بها ، ويكون الشيطان قد ظفر منه بمراده .
ويمكنك أن تسأل ابنك هذا : ماذا سيصنع مع أولاده عندما يرزقه الله تعالى ذرية ويكون مسئولاً عنها يوم القيامة ؟ لا شك ـ إن شاء الله ـ أنه سيجيبك بأنه سيأمرهم بما فيه نفعهم ، ويحثهم على الطاعة والعبادة ، ومنها حفظ القرآن والصلاة ، فإن صدق معك وأجابك بهذا : فيكون قد ألزم نفسه ، وحجَّ نفسه بنفسه ، وهو ما فعلتَه أنت معه .
وننصحك أخي الفاضل أن لا تكثر من اللوم عليه ، والنقاش معه ، ويمكنك الذهاب لعالِم أو طالب علم يثق به أو إلى الخطيب الذي سمع منه الحديث لتعرض الأمر عليه ، فيسمع من غيرك من أهل العلم ما يطمئن به قلبه ، ويريح به نفسه ، ولا تُلزم نفسك أن تكون أنت الناصح المغيِّر له قناعته ، بل اجعل ذلك لغيرك ، حتى يكون ذلك عن رضا تام منه بما يسمع .
كما ننصحك بالكف فوراً عن مقاطعته ، والكف عن ترك حسن معاملتك له ، بل هو الآن أحوج ما يكون لك ولعطفك ، فهو يعاني من أمرٍ عانى منه أئمة وعلماء ، وهو ” النية ” ، ومنه ما قاله الإمام سفيان الثوري رحمه الله : ” ما عالجت شيئاً أشد على من نيتي ” .
والاحتمال الثاني : أن يكون كاذباً ، وهنا يجب أن تعلم أنه قد أصاب ابنَك مرضُ ” الفتور ” و ” ضعف الهمة ” ، ولتلك الأمراض أسبابها الكثيرة ، ومنها :
1. تأثير الصحبة السيئة عليه .
2. كثرة الواجبات الدراسية والمنزلية عليه ، فتتزاحم عنده الأمور ، فيتخلى عن بعضها .
3. إثقاله ببرنامج الحفظ ، وهو ما يسبب له مللاً وسآمة .
4. عدم الترويح عنه بالمباحات من الأمور ، كالرحلات ، واللعب ، ومشاهدة البرامج النافعة المفيدة ، فمن حرص بعض الآباء على أولادهم لا يلتفتون لهذه الأمور التي تروِّح عن النفس ، وتزيد النشاط للعبادة والطاعة .
5. وصوله لمرحلة البلوغ والمراهقة ، وهي مرحلة خطيرة في حياة الشباب ، يجب على الآباء الاهتمام بأولادهم إن وصلوا لها ، فيعامل الأب أبناءه على أنهم رجال لا أطفال ، ويخفف الأوامر التي يلقيها عليهم ، وتبدأ مرحلة الإقناع والتفاهم ، وهو ما يختلف بالكلية عن السن التي كانوا فيها صغاراً .
وما ذكرناه هو بعض الأسباب المحتملة ، وأنت عليك الوقوف على حقيقة أمره ، إن كان صادقاً أو كاذباً ، ولذا قلنا إن تربية الأولاد شاقة ، وتحتاج لعلم وحكمة ، وصبر وجلَد ، فليس الأمر بالهين ، وخاصة مع كثرة المفسدات والملهيات والحرب على الفضيلة والعفاف والاستقامة من الداخل والخارج .
وهذه تجربة لقارئ مشهور وهو الشيخ محمد صدِّيق المنشاوي – توفي سنة 1388 هـ – فاقرأ ماذا كتب ولده ” محمد الشافعي ” عنه ، وعن طريقة عنايته ورعايته وتحفيظه القرآن لأولاده .
قال الأستاذ محمد حسين إبراهيم الرنتاوي :
ويكشف الشافعي محمد صدّيق – اسم ولد الشيخ – عن ملامح تربوية من حياة والده فيقول : كان أبي حريصاً على أن نؤدي الفرائض ، وكثيراً ما اصطحبنا للمساجد التي يقرأ فيها القرآن ، وكان ذلك فرصة لي لزيارة ومعرفة معظم مساجد مصر ، كما كان يراقبنا ونحن نختار الأصدقاء ، ويصر على أن يكونوا من الأسر الملتزمة خُلُقاً وديناً ، ويشارك أبناءه في المذاكرة ، ويساعدهم في أداء الواجبات المدرسية ، ويحضر مجالس الآباء في المدارس التي يلتحق بها أبناؤه ، وخلال الإجازة الصيفية كان يشاركنا في الرياضات مثل السباحة والرماية في النهار ، وفي الليل يقرأ لنا الكتب الدينية التي تناسب أعمارنا ، حتى إذا تعوّد الواحد منّا على القراءة : زوّده بالكتب ، وشجّعه على قراءة المزيد ، وقبل هذا وذاك يأتي تحفيظ القرآن الكريم للأبناء ، حتى من تركه صغيراً : أوصى والده الشيخ صدّيق أن يحفّظه القرآن ، وقد فعل .
انتهى
مقال بعنوان ” مقرئ الصحوة الإسلامية المعاصرة القارئ الشيخ محمد صدّيق المنشاوي ( 1920 م – 1969 م ) .
مجلة ” الفرقان ” الصادرة عن ” جمعية المحافظة على القرآن ” الأردن ، العدد الواحد والأربعون ، جمادى الأولى 1426هـ ، حــزيران 2005 م .
رابعاً :
وهذه لابنك ، الذي نسأل الله تعالى أن يوفقه ويهديه لما يحب ويرضى ، فنقول له :
اعلم أولا ـ أيها الابن الحبيب ـ أن هذه الحيلة الشيطانية للصد عن سبيل الله معروفة قديمة : يريد اللعين أن يصد العبد عن أبواب الخير ، ما وجد إلى ذلك سبيلا ، ويدخل لكل إنسان من المدخل الذي يناسبه .
ولهذا قال الفُضيل بن عِياض رضي اللّه عنه :
” تركُ العمل لأجل الناس رياءٌ ، والعمل لأجل الناس شِركٌ ، والإِخلاصُ أن يعافيَك اللّه منهما”
الأذكار للنووي (18) .
عن الحارث بن قيس الجعفي قال : ” إذا كنت في أمر الآخرة فتَمَكَّث ، وإذا كنت في أمر الدنيا فتوَخَّ ، وإذا هممت بخير فلا تؤخره ، وإذا أتاك الشيطان وأنت تصلي فقال : إنك ترائي فزدها طولا ” رواه الإمام أحمد في الزهد (430) بإسناد صحيح عنه .
ولا شك أنك تعلم منزلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ، وأنه من العلماء الثقات ، ونعتقد أنك تكن له الاحترام والتقدير ، ونحن لن نتجاوز الشيخ ، وسنتركك معه لنعرض مشكلتك عليه ، ونرجو منك الاهتمام بجوابه والعمل به ، ففيه السعادة والخير لك في الدنيا والآخرة .
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – :
ما نصيحتكم لطالب علم اجتهد في إصلاح نيته ، واجتهد في الإخلاص ، ولكنه لم يقدر ، وهو خائف من أن تصدق عليه الأحاديث الواردة في الوعيد الشديد لمن كانت نيته ليست خالصة لله ، ويوشك أن يترك طلب العلم ، وجهونا في ضوء هذا السؤال مأجورين ؟ .
فأجاب :
إن هذا السؤال سؤال مهم لطالب العلم ؛ وذلك أن العلم عبادة من أفضل العبادات وأجلِّها وأعظمها ، حتى جعله الله تعالى عديلاً للجهاد في سبيله حيث قال تبارك وتعالى : ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) ، فأخبر سبحانه وتعالى أنه لا يمكن للمؤمنين أن ينفروا في الجهاد في سبيل الله كلهم ، ولكن ينفر من كل فرقة طائفة ليتفقه القاعدون في دين الله ، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ، والآخرون يقاتلون في سبيل الله .
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) ، فإذا رأى الإنسان أن الله تعالى قد فقَّهه في دينه : فليبشر أن الله تعالى أراد به خيراً ، ويجب إخلاص النية لله في طلب العلم ، بأن ينوي الإنسان في طلبه للعلم :
أولاً : امتثال أمر الله تبارك وتعالى ؛ لأن الله تعالى قال : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) ، قال البخاري رحمه الله : فبدأ بالعلم قبل القول والعمل .
ثانياً : أن ينوي بتعلمه : حفظ شريعة الله ؛ فإن الشريعة تُحفظ في الصدور ، وتُحفظ في الكتاب المسطور .
ثالثاً : أن ينوي بتعلمه : حماية شريعة الله عن أعدائها ؛ لأن أعداءها مسلطون عليها منذ بعث الرسول عليه الصلاة والسلام إلى قيام الساعة ، فلينوِ بطلب العلم : حماية هذه الشريعة العظيمة .
رابعاً : أن ينوي بذلك : المدافعة عن الشريعة إذا هاجمها أحدٌ ، وحينئذ يجب أن يتعلم من العلم السلاح الذي يدافع به ، بل ينبغي أن نقول : الذي يهاجم به أعداء الله ، ويعامل كل أحد بالسلاح الذي يناسب حاله ، والناس يختلفون في هذا الشيء ، فمن الناس من يحاجّ في العقيدة ، فيحتاج الإنسان إلى تعلم العقيدة التي يدافع بها العقائد الفاسدة ، ومن الناس من يهاجم الإسلام بالأخلاق السافلة ، فيجب على الإنسان أن يتعلم الأخلاق الفاضلة ، وأن يتعلم مساوئ الأخلاق السافلة وآثارها السيئة ، وهلم جرّاً .
( خامساً ) : كذلك أيضاً ينوي طالب العلم بطلبه العلم : أن يقيم عبادة الله على ما يرضي الله عز وجل ؛ لأن الإنسان بدون التعلم لا يمكن أن يعرف كيف يعبد الله ، لا في وضوئه ، ولا صلاته ، ولا صدقته ، ولا صيامه ، ولا حجه ، وأيضاً يدعو إلى الله سبحانه وتعالى بعلمه فيبين الشريعة للناس ويدعوهم إلى التمسك بها .
فالعلم في الحقيقة من أفضل العبادات وأجلِّها وأعظمها نفعاً ، ولهذا تجد الشيطان حريصا على أن يصد الإنسان عن العلم ، فيأتيه مرة بأنَّه إذا طلب العلم يكون مرائياً لأجل أن يراه الناس ويقولوا إنه عالم فيستحسر ويقول : مالي وللرياء ، أو يقول له : انوِ بطلبك العلم الشرعي شيئاً من الدنيا حتى يحق عليك الوعيد ( من طلب علما مما يبتغي به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا لم ير رائحة الجنة ) ، ويأتيه بالأشياء الكثيرة التي تصده عن العلم ، ولكن على المرء أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، وأن يمضي لسبيله ، ولا يهتم بهذه الوساوس التي تعتري قلبه ، وكل ما أحس بما يثبطه عن العلم – بأي وسيلة – : فليقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وليقل ” اللهم أعني ” ، وما أشبه ذلك .
وأقول لهذا الطالب :
امض لسبيلك ، اطلب العلم ، لا يصدنك الشيطان عن ذكر الله ، ولا عن طلب العلم ، واستمر وأنت سوف تلاقي صعوبة ومشقة في تصحيح النية ، ولكن تصحيح النية أمر سهل ، فامض أيها الشاب في سبيلك ، واستعن بالله عز وجل ، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم .
” فتاوى نور على الدرب ” ( العلم ) / نقلاً عن موقع الشيخ العثيمين – رحمه الله – .
وفي ظننا أن فيك خيرا كثيرا ، إن شاء الله ، وأن كلام أئمة العلم والدين ، ونصيحة الشيخ العثيمين رحمه الله سيكون لكل ذلك موقعه من عقلك وقلبك وحياتك .
واعلم أن والدك لا يريد لك إلا الخير ، وأن كل ما تفعله من الطاعات والعبادات فهو لك ولوالديك .
ثم تذكر ـ أيها الابن الحبيب ـ أن الفوز ببركة القرآن في الدار الآخر مشترك بينك وبين أبويك ، فالخسارة بإهماله ـ من ثم ـ مشركة بينك وبينهما :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا ) .
رواه أبو داود (1464) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وعن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من قرأ القرآن و تعلمه و عمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور ، ضوؤه مثل ضوء الشمس ، و يكسى و الداه حلتان لا يقوم لهما الدنيا ، فيقولان : بم كسينا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن ”
رواه الحاكم (1/756) وقال صحيح على شرط مسلم ، وقال الألباني : ” حسن لغيره ” كما في صحيح الترغيب .
فالخير والسعادة في طاعة الله في الدنيا ، وطاعة والديك واجبة عليك ، والعبادات التي تفعلها ليست لأحدٍ من البشر ، إنما هي لله تعالى ربك ، ونسأل الله تعالى أن يهديك ويوفقك لما يحب ويرضى .
والله الموفق
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب