مشكلتي تبتدئ من الـوحــم ، بحيث إنني كنت حاملاً ، وبهذا الحمل أصبحت فجأة لا أطيق ابنتي الكبرى , عمرهـا سـت سنوات , كما أني لا أحتمل صوتهـا ، ولا كلامهـا ، ولا حتى حركتهـا , فعندما تكون موجودة في المنزل : أكون في حالة يرثى لهـا ، بحيث أحس بالصداع ، وأكون قلقة ، وعصبية إلى أقصى حــد ، على أتفه الأسباب , وبالعكس في غيابها ، أكون مرتاحة ، وهادئة , أقوم بواجبي المنزلي كما يجب ، إضافة لهذا تأتيني في المنام أحلام مزعجة ، حيوانات تطاردني ، فأختبئ في أماكن الخلاء , وهـذا الشيء يتكرر معي كثيراً ، بحيث أرى أيضا في منامي مياهاً جوفيةً – أو غيرهـا – عكرة لا تصلح للشرب , ولهـذا فإنني أذهب لأطباء كثيرين ، ويقولون : إنهـا حالة عصبية لا غير ، فوجدت نفسي أشرب الدواء بدون فائدة ، والحال على ما هـو عليه ، فأرجو أن تتلقى رسالتي هذه باهتمام بالغ ؛ لأنني أتعذب كثيراً ، وجزاك الله عنَّا كل خير.
ظاهرة \” وحم \” الحوامل كيف يُتصرف معها؟
السؤال: 108533
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً:
الوحم الذي يصيب المرأة الحامل ، وخاصة أول حملها : ثابت طبيّاً كأحد أعراض الحمل ، واسمه بالإنجليزية ” longing ” ، وهو ثابت في واقع حال كثيرات ، وللنساء الحوامل طبائع غريبة في تلك الفترة ، فمنهنَّ من تحب زوجها ورائحته ، ومنهن العكس ، ومنهنَّ من تأكل الثلج ، ومنهن من تأكل الفحم ! وتعدى الأمر ذلك إلى قضم الأحذية الرياضية للأطفال ! وهكذا في طبائع غريبة كثيرة يصعب حصرها ، وعلى ضوء ذلك فإننا لا نعجب مما حصل مع الأخت السائلة تجاه ابنتها ، وينبغي على أهل بيتها مراعاة حالتها ، والعمل على عدم تصعيب الأمر عليها ، أو التسبب في حدوث أزمة نفسية مع ابنتها ، أو حصول ضرر لها من أمها ، ولذا فقد يكون من الحلول لأهل بيتها البحث عن مكان مناسب لهذه الابنة لتقضي فترة وحام أمها فيه.
وقد حيَّر هذا الوحم من النساء الحوامل الأطباء ، فذهبت بهم الأقوال يمنة ويسرة ، ولم يستطيعوا فهم هذه الظاهرة ، والوقوف على حقيقتها ، ويذكر بعض الأخصائيين ما يمكن أن يكون بعض علاج لهذه الحالة ، وهو : ” تجنب التفكير الدائم أو توقع الوحم ” .
وعلى كل حال : فهذا أمر واقع لا يُنكر في حياة النساء الحوامل ، ولا في واقع الطب ، وعلى أهل البيت أخذ التدابير المناسبة لوحم المرأة الحامل ، مع التنبيه لعدم تمكينها من أكل المحرَّم والضار ، كالفحم والشعر والأحذية ! وتحمل تصرفاتها تجاه بعض أنواع الطعام ، أو تصرفاتها مع زوجها وأولادها ، وقد ثبت حصول حالات طلاق كثيرة في هذه الفترة ، وما ذاك إلا لعدم فهم الزوج لطبيعة وحم زوجته ، أو لعدم تحمله لتصرفاتها وأفعالها .
ثانياً:
خير ما نوصيك به وأهلك علاجاً لهذه الحالة وغيرها من الأمراض النفسية والبدنية : القرآن الكريم ، فقد جعل الله تعالى فيه الهداية ، والشفاء .
قال الله تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً ) الإسراء/ 82 .
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :
“وقوله في هذه الآية ( مَا هُوَ شِفَآءٌ ) يشمل كونه شفاء للقلب من أمراضه ، كالشك ، والنفاق ، وغير ذلك ، وكونه شفاء للأجسام إذا رقى عليها به ، كما تدل له قصة الذي رقى الرجل اللديغ بالفاتحة ، وهي صحيحة مشهورة” انتهى .
” أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن ” ( 3 / 253 ) .
وهذه الأحلام المزعجة التي تأتيك هي من الشيطان ، وليس هناك شيء لطرد الشيطان أنفع من ذكر الله تعالى ، فعليك بالإكثار من قراءة القرآن ، لاسيما سورة البقرة والفاتحة والمعوذات ، وأكثري من ذكر الله تعالى ، وحافظي على الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأوقات والأحوال المختلفة كأذكار الصباح والمساء ، وعند النوم ، وبعد الاستيقاظ وعند دخول المنزل والخروج منه ..إلخ .
ولا بأس أن تطلبي من أحد الثقات المأمونين أن يرقيك ، ونرجو أن يكون في ذلك شفاؤك من هذه الأحلام والصداع والقلق والعصبية الزائدة ، إن شاء الله تعالى .
ونسأل الله تعالى أن يشفيك من كل داء .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب