0 / 0

غير مرتاح مع زوجته ويفكر في طلاقها لأنها قصيرة

السؤال: 109190

تزوجت – ولله الحمد – قبل 6 أشهر ، ولكن أشعر بأنني غير مرتاح مع زوجتي ، ليس بسبب تقصيرها في حقي ، بل هي قائمة بكل واجباتها من ناحيتي ومن ناحية البيت ، وأهلي ، ولكن المشكلة أنها ليست المرأة التي تمنيتها ، حيث إنني أعجب جدّاً بالمرأة الفارعة الطول ، وزوجتي قصيرة تقريباً طولها " 152سم " ، وأنا طولي " 160 سم" ، ولكن أحس أنني أنجذب إلى حد الجنون للمرأة التي تفوقني في الطول ، مما يجعلني أفكر في بعض الأحيان أن أطلق زوجتي أو أن أتزوج امرأة تكون أطول مني ، وهذا جعلني غير مركِّز في عملي ، وشارد الذهن ، وقليل الإنتاج ، على عكس ما كنت عليه في الجامعة ، حيث كنت من الطلبة المتفوقين. ألوم نفسي كثيراً عندما أنزل مع زوجتي السوق ، وأشاهد امرأة جدّاً طويلة ، أحس أنني متندم على زواجي من زوجتي ويتعكر مزاجي ، وعلى قولهم " أفك خلقي في زوجتي" . في بعض الأحيان أقوم بالدخول على مواقع في الإنترنت تعرض صوراً ومقاطع فيديو لنساء جدا طويلات فأعجب بهن جدّاً ، بل إني في بعض الأحيان أجامع زوجتي ، وأنا أتخيل صورهن في عقلي . زوجتي هذه جدّاً طيبة ، وتقدر لي ظروفي الصعبة ، وطباخة ماهرة ، وتحسن القيام بأمور البيت وهي التي دائماً ، تبدأ بالمصالحة عندما نتخالف ، حتى عندما أكون المخطئ ، وتحاول دائماً أن تلبس الكعب العالي لتشبع رغبتي في الطول ، ولكن أحس الكعب العالي لا ينفع معها لأنها جدّاًَ قصيرة . أنا الآن محتار ، فزوجتي غمرتني بطيبتها وافتخارها بي بين صاحباتها وأقاربها ، لا أدري ماذا أفعل ، أريد أن أركز في عملي ، وأصبح متميزاً ، كما كنت عليه أيام الجامعة ، أريدك أن ترشدني وأن تدعو الله لي بأن يدخل حب زوجتي في قلبي ، وأن أجدها أجمل امرأة في عيني .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
هذه المشكلة من أغرب المشكلات التي وصلتنا ! ولا ندري ما الذي جعلك تقدِّم الطول على الدين ، والخلق ، وحسن العشرة ، وحسن التدبير ، وجودة الطبخ من زوجتك الفاضلة ، وهي نعم تستحق الشكر ، ألا تخشى أن يبتليك الله تعالى فتطلق هذه المرأة الفاضلة فتتزوج بامرأة طويلة لا تتصف بأي صفة من صفات زوجتك هذه فتندم أشد الندم .
واعلم أن الله تعالى قد أوجب عليك عشرة زوجتك بالمعروف ، وإمساكها بإحسان ، فلا يحل لك ما تفعله بها ، ولا يجوز لك اختراع مشكلات لتتحرش بها فتضايقها أو تهينها بالقول أو الفعل ، فإما إمساك بمعروف ، أو تسريح بإحسان .
ثانياً:
عليك أن تتأمل هذا الحديث :
1. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :  الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ رواه مسلم (1467) .
ولم يقل : " خير متاعها المرأة الطويلة " !

 قال المناوي رحمه الله :
"قال القاضي : المرأة الصالحة أنفع من الذهب ؛ فإن الذهب لا ينفع إلا بعد الذهاب ، وهي ما دامت معك رفيقتك ، تنظر إليها تسرك ، وتقضي إليها عند الحاجة وطرك ، وتشاورها فيما يعن لك فتحفظ سرك ، وتستمد منها في حوائجك فتطع أمرك ، وإذا غبتَ تحامي مالك ، وترعى عيالك ، ولو لم يكن إلا أنها تحفظ بَذرك ، وتربي زرعك : لكفى به فضلاً" انتهى. 

" فيض القدير " ( 1 / 465 ) .
 وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"فقوله صلى الله عليه وسلم : ( الدنيا متاع ) يعني : شيء يُتمتع به ، كما يَتمتع المسافر بزاده ، ثم ينتهي .
( وخير متاعها المرأة الصالحة ) إذا وفق الإنسان لامرأة صالحة في دينها ، وعقلها : فهذا خيرُ متاع الدنيا ؛ لأنها تحفظه في سره ، وماله ، وولده ، وإذا كانت صالحة في العقل أيضاً : فإنها تدبر له التدبير الحسن في بيته ، وفي تربية أولادها ، إنْ نظر إليها : سرَّته ، وإن غاب عنها : حفظته ، وإن وَكل إليها أمرَه : لم تخنه ، فهذه المرأة هي خير متاع الدنيا ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، وحسبها ، وجمالها ، ودينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) يعني : عليك بها ؛ فإنها خير من يتزوجه الإنسان ، فذات الدين وإن كانت غير جميلة الصورة : لكن يجمِّلها خلُقها ، ودِينُها .
( فاظفر بذات الدين تربت يداك )" انتهى.
" شرح رياض الصالحين " ( 2 / 127 ، 128 ) طبعة ابن الهيثم .
ثالثاًً:
انظر كيف أثَّر مرضك هذا على نفسك ودينك وعملك، وكيف قادك إلى النظر المحرَّم إلى النساء الأجنبيات ، ولم تكتف بذلك حتى دخلتَ مواقع فاسدة فاجرة لتقضي نهمتك، ثم رحت تتخيل تلك الفاجرات أثناء جماعك لزوجتك العفيفة الطاهرة .

والذي يظهر أن ما تشعر به هو من تلاعب الشيطان بك ، يريد أن يوقع كره امرأتك في قلبك ليفرق بينكما ، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، ولا تطعه فيما يوسوس به لك .
واحذر عقوبة الله ، واحذر من سخطه ، واحذر من أن تفقد زوجتك العفيفة الطاهرة بسبب أفعالك ومعاصيك ، واعلم أن الجمال جمال الدين والخلق ، ولا تجعل نفسك ألعوبة بيد الشيطان ، واقطع النظر إلى النساء في الشارع ، وفي وسائل الإعلام ، و في المواقع الفاجرة .
ونسأل الله أن يُطهِّر قلبك ، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأفعال ، وأن يحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك ، وأن يكرِّه إليك الكفر والفسوق والعصيان .
والله أعلم
 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android