هل شعور طالبة العلم تجاه شيختها بالحب ، والاحترام ، أكثر من حب الوالدين هو من العقوق ؟ وماذا تنصحون بخصوص هذا ؟.
نصائح وتوجيهات مهمة لأخت تحب شيختها أكثر من والديها !
السؤال: 127838
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
إن شعور الطالبة بالحب والتقدير لشيختها أمر طيب ، وإن بذل الاحترام لها من الأخلاق الجليلة في شرع الله تعالى ، ولكن لا نرى مجالاً للمقارنة بين حبِّ الطالبة لشيختها مع حبها لوالديها ؛ ذلك أن حب الوالدين فطري ، ومنبعه ليس كمنبع حب الشيخة المتولد من سبب دفعها لذلك الحب .
ولكن ينبغي الحذر هنا من أمرين :
الأول :أن يتطور هذا ” الحب ” بين الطالبة وشيختها إلى ” إعجاب ” ، وهو داء عظيم ابتليت به فئام من الناس ، فتعلق الطالب بأستاذه ، والعكس ، وتعلقت الفتاة بمدرستها ، والعكس ، ونتج عن ذلك مفاسد لا حصر لها ، وكنا قد نبهنا على هذا الداء ، وذكرنا مفاسده ، وآثاره السيئة ، وكيفية علاجه في جواب السؤال رقم (104078) فلينظر ؛ ليحذر من الوقوع في هذا الداء .
والثاني : أننا نخشى أن يتطور ذلك ” الحب ” بين الطالبة وشيختها إلى ” التعظيم ” ، و ” التقديس ” ، وهو ما يحصل في الجماعات الصوفية ، وخاصة ما يطلق عليه جماعة ” القبيسيات ” في دمشق ، أو ” الطبَّاعيات ” في الأردن ، أو ” السَّحَريات ” في لبنان ، أو ” بيادر السلام ” في الكويت ، وكلها أسماء لمسمى واحد ، وهي جماعة صوفية نسائية ، تتبنى الطريقة النقشبندية ، وتجتمع على تعظيم الشيخة ! وتقديسها ، وتتربى الفتيات والنساء المنتسبات لهذه الجماعة على تقديم شيختهن على الوالدين ، وعلى الأزواج ، وهو ما سبَّب فتناً كثيرة في بيوت تلك المنتسبات ، وأدى لطلاقهن .
وقد صدرت فتوى مطولة بخصوص تلك الجماعة من علماء اللجنة الدائمة ، نقتطف منها :
1. الطرق الصوفية ، ومنها النقشبندية : كلها طرق مبتدعة مخالفة للكتاب والسنة .
2. الطرق الصوفية لم تقتصر على كونها بدعة – مع ما في البدعة من الضلال – ، ولكن داخلها كثير من الشرك الأكبر ، وذلك بالغلو في مشائخ الطرق والاستغاثة بهم من دون الله .
3. ومن ذلك ما ورد في السؤال من قولهم : ” مَن لا شيخ له : فشيخه الشيطان ” ، و ” مَن لم ينفعه أدب المربي : لم ينفعه كتاب ولا سنَّة ” ، و ” مَن قال لشيخه : لمَ ؟ : لمْ يفلح أبداً ” ، وهذه كلها أقوال باطلة ، مخالفة للكتاب والسنَّة ؛ لأن الذي يقبل قوله مطلقاً بدون مناقشة ، ولا معارضة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
4. فالواجب : الحذر من الصوفية ، ومَن يتبعها ، رجالاً ، ونساءً ، ومِن توليهم التدريس ، والتربية ، ودخولهم في الجمعيات النسائية وغيرها ؛ لئلا يفسدوا عقائد الناس ، والواجب على الرجل : منع موليته من الدخول في تلك الجمعيات ، أو المدارس التي يتولاها الصوفية ، أو يدرسون فيها ؛ حفاظاً على عقائدهن ، وحفاظاً على الأسَر من التفكك ، وإفساد الزوجات على أزواجهن .
5. والذي ننصح به للنسوة المذكورات هو التوبة إلى الله ، والرجوع إلى الحق ، وترك هذا المذهب الباطل ، والحذر من دعاة السوء ، والتمسك بمذهب أهل السنَّة والجماعة ، وقراءة الكتب النافعة المشتملة على العقيدة الصحيحة ، والاستماع للدروس والمحاضرات والبرامج المفيدة التي يقوم بإعدادها العلماء المستقيمون على المنهج الصحيح ، كما ننصح لهن بطاعة أزواجهن وأولياء أمورهن في المعروف .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .
” فتاوى اللجنة الدائمة ” المجموعة الثانية ( 2 / 74 – 79 ) .
فننصح الأخت السائلة أن تقتصد في حب شيختها ، وأن تكون محبتها لها مبنية على الشرع ، فتحبها لاستقامتها ، من غير غلو ولا إفراط ، وإذا رأت أن محبتها بدأت تنحرف عن مسارها الشرعي الصحيح إلى ما ذكرناه من ” إعجاب ” ، أو ” تعظيم ” : فلتسارع لعلاج نفسها ، ولتقوِّم تلك المحبة ، فإن لم تستطع : فلتتركها ، ولن تكون آثمة ، بل الإثم – حينئذٍ – في الاستمرار بتلك العلاقة .
ولتعلمي أيتها السائلة ، أن لأبويك عليك حقاً ، وأي حق ، وأن لزوجك عليك حقاً ، وأي حق ، وأن لأبنائك عليك حقاً ، وأن لمعلمتك عليك حقاً ، فأعطي كل ذي حق حقه .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة